كشفت دراسة قام بها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) “Transfer Matching System ” النقاب عن أرقام إيرادات وكلاء اللاعبين عبر العالم على مدى الأعوام الأربعة الأخيرة، وفي محاولة لإزالة بعض من التعتيم والغموض المطبق حول أرباح وكلاء اللاعبين عبر العالم، ذكرت ملفات الشفافية المالية النسبي للفيفا أنه منذ مطلع يونيو عام 2013 إلى غاية 20 نوفمبر للعام الحالي بلغت عمولة سماسرة الكرة عبر العالم 1.1 بليون دولار تحققت من صفقات الوساطة و”السمسرة” مع أندية كرة القدم، ويعد عام 2016 ذهبياً بالنسبة لوكلاء اللاعبين حيث شهدت نسبة أرباحهم نمواً بلغ 34 بالمئة مقارنة ببقية الأعوام.
السمسار
مع الوقت اختفت مهنة الكشاف بشكل تدريجي بعد ظهور اختبارات الأندية ومدارس الكرة وفرق الناشئين، لتتحول مهنة الكشاف الى رجل يسعى للمصلحة يسمى ب”السمسار” يحاول بكافة الطرق البحث عن أي لاعب مميز بالفرق الصغيرة والفقيرة لانتقاله إلى الكبار مقابل العمولة من اللاعب والنادي، وبهذه الخطوة ينتهي دوره بشكل نهائي أملًا في إيجاد مصلحة جديدة يحصل من خلفها على نسبة إضافية.
وكيل اللاعبين
بالرغم من وجود مهنة السمسار حتى وقتنا هذا ولكن شهد الأمر تطور كبير، حيث تحولت المهنة إلى شخص محترف يحاول بشتى الطرق مراعاة موكله إذا كان لاعباً أو حتى مدرباً، ليكون على علاقة متواصلة به حتى بعد تعاقده مع ناديه، ليقدم المشورة والنصيحة والرأي في معظم قراراته، ويكون له دور مستمر في تصريحاته الإعلامية وظهوره في الأماكن العامة وطريقة حديثه وتعامله مع الآخرين.
في الجهة المقابلة هناك وجه آخر لمهنة وكيل اللاعبين، بالرغم من وجود أشخاص مميزين خير من يمثلوا هذه المهنة بطريقتهم المحترفة في العمل، هناك فئة أخرى لا تسعى إلا لتحقيق “السبوبه” من أجل عمل مصلحة سريعة دون احترام موكله أو الجهة التي تتعامل معه أو حتى احترام نفسه واسمه ومهنته.
السبوبة أهم من الأداء
وتكلم حمادة سيد وكيل اللاعبين المهنة قائلاً: “حتى الآن لا أرى أن الإفادة من مهنة وكلاء اللاعبين هي أن يتمكن أحد مننا أن يسهل احتراف اللاعبين خارج مصر وبالتحديد في أوروبا وبالتالي لم يفد أي منا الدولة حتى اللحظة فهذا الأمر سيكون فكر اقتصادي هام جداً ولكن جميعاً نركز على الدول العربية في عملنا، أما الإفادة الشخصية فهذه المهنة مادياً مميزة جداً وأصبح مهنة مميزه بشكل عام ومليئة بالعلاقات، ولا أرى أن هناك خلافات أو حروب بين الوكلاء بعضهم البعض وإنما هي مجرد منافسة طبيعية بين أبناء المجال الواحد”.
وتابع: “يجب أن يكون هناك حرب بين الوكلاء والرؤساء أو مناقشة شديدة فيجب أن يكون الوكيل هو من يرى مصلحة اللاعب المسئول عنه فيجب أن يكون الوكيل هو “الي في وش المدفع” وليس اللاعب لأن تواجده داخل النادي قليل على عكس اللاعب المتواجد في النادي كل يوم حتى إذا قيل عن الوكيل مادي أو يحب المال هذا شئ جيد جدا ولكن يجب أن نعلم أن الوكيل يسير بتوجيهات اللاعب أيضا، ونسبة نجاح الوكلاء تقاس بنسبة الدخل الذي حصل عليه طوال العام أو عدد اللاعبين المتواجدين معه”.
وصرح الدكتور سالم محمد سالم، وكيل اللاعبين، أن كرة القدم فى العالم أصبحت صناعة ضخمة، ولكن فى مصر تحولت إلى تجارة، حيث احترف بعض الوكلاء ومسئولو الأندية مهنة السمسرة بحثاً عن المال، ولتحقيق أكبر استفادة مادية، ما أدى إلى خراب الكرة المصرية وتحول الملف برمته إلى سبوبة، مشيراً إلى أنه فى الستينات والسبعينات والثمانينات، كانت الأندية الكبرى، مثل الأهلى والزمالك تتعاقد مع لاعب أو اثنين على الأكثر، وتعتمد بشكل كبير على قطاع الناشئين، ولكن فى السنوات الأخيرة تبدلت الأمور، وأصبحت الأندية تشترى فى الموسم الواحد عشرة لاعبين، وبالتالى قطاع الناشئين هو الخاسر الأكبر.
وتابع: «فى الدورى المصرى باتت السبوبة أهم من الأداء والفلوس أهم من الأندية وغاب الانتماء تماماً، وأصبح الشعار السائد هو (الانتماء للمال ولمن يدفع أكثر)، ولا توجد أسس أو معايير فى لائحة النظام التى تدير الكرة المصرية والملف برمته يدار بعشوائية واللائحة التى تدير الكرة (مطاطية) وحسب المصالح والأهواء، ولا يوجد أى دورى فى العالم يتم تغيير الجدول الخاص به بشكل دائم إلا فى مصر».