لكي تصبح اخصائي تخاطب فإن من أهم الخطوات واضمنها والأساس الذي ترتكز عليه هذه المهنة هو الدراسة في كليات بها تربية خاصة مثل كلية التربية وكلية الآداب، حيث تقوم كل كلية فيهم بتأهيل الطلاب على أعلى مستوي وتجعلهم قادريين على العمل والتفوق في هذا المجال.
صرحت شيماء خاطر، دكتور ورئيسة قسم علم النفس جامعة طنطا، أن كليه الآداب قسم علم النفس جامعة طنطا لا يؤهل اخصائي تخاطب اطفال بشكل خاص بل يقوم بدراسة هذا الموضوع دراسة نفسية أكاديمية، حيث نقوم بتدريس الاضطرابات وتصنيفها ثم ندرس كيفية علاج هذه الاضطرابات وما هي الطرق العلاجية التي يجب أن نستخدمها، كما أكدت على ضروري امتلاك أخصائي التخاطب العلم الكافي والموهبة العملية التي تعطيه القدرة على التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة أو مع فئة الإعاقات والصم والبكم، ويجب أن يكون شخص قادر على تفهم الآخرين وتوصيل المعلومة بشكل واضح، وأن يكون حاصل على دورات تدريبية من مراكز معتمدة، وفيما يخص العائد المادي أشارت إلى أن لكل وظيفة يجب ان يتوافر بها الجانب المادي الجيد حتى يحفز الأشخاص على الاستمرار في هذه الوظيفة واعطاء كل الجهد لها، وإن مهنة اخصائي التخاطب توفر الجانب المادي لكن يجب ان يكون شخص ذو حس وجداني وعاطفي يتعامل به مع هؤلاء المرضي
وأضافت يارا عيسي، دكتور بقسم علم النفس، أن كلية الآداب تقوم بتأهيل الطلاب من السنة الأولى لكي تجعلهم متمرسين مع هذه المهنة، إذ أن مهنة التخاطب لا تحتاج إلى كلية الآداب فقط بل أيضًا تحتاج إلى أخصائي متمرس ومُتقن للطب من أجل جعل أخصائي التخاطب قادر على تحديد درجة تأخر الطفل في النطق، والقدرة على حل أي مشكله خاصة بالنطق لديه، حيث يقف الطفل عند نقطة معينة ولا يستطيع اجتيازها، وهل المشكلة يمكن حلها أم هي مشكلة عضوية، وأنه يجب على أخصائي التخاطب أن يكون قادر على استخدام الإشارات مع الطفل من أجل تنمية اللغة.
وأكدت على دور كلية الآداب في توفر المؤهلات والمهارات من أجل تنشأة أخصائي التخاطب، هي توفير الشهادات العلمية اللازمة في التخصص بالإضافة إلى شهادة التخرج من الكلية، وتوفر أيضاً دراسة علم نفس الأطفال وعلم نفس اللغة لجعل الطالب ملم بجميع الجوانب الخاصة بتخصص التخاطب، وتهتم الكلية بالجانب العملي وكذلك الجانب النظري، حيث توفر دورات تدريبية إلى مستشفى الصحة النفسية بطنطا، ومستشفى المعمورة في الاسكندرية وغيرها من المستشفيات، حيث توفر لهم التدريب بشكل مستمر من أجل تجهيزهم على التعامل الصحيح مع المرضي.
مرتبات مجزية
في حين أشارت فايدة فودة دكتور في كلية الآداب قسم علم النفس، إلى جانب شديد الخطور وهو نتيجة ما يحققه مجال التخاطب من ربح مادي جيد ظهور ما يسمى “بالسبوبة” في مجالي التخاطب والتوحد وغيرها من مجالات علم النفس، حيث يقوم أشخاص خارج المجال بأخذ دورات تدريبية ثم الدخول في مجال التخاطب من أجل تحقيق جانب مادي فقط، وهذا يؤثر بالضرر علي الأهالي والأطفال، ومن جانبها أوضحت الصعوبات التي يواجها الأخصائي، لأن طبيعة العمل مع الأطفال متعب ويحتاج إلي مستوى عالي من الصبر، ولكن لا يقتصر رحلة علاج أخصائي التخاطب على الاطفال فقط بل يشمل أيضًا فئات مختلفة من المراهقين وكبار السن لكن التركيز الاكبر على الأطفال.
من ناحية أخرى أعربت خلود علي طالبة بالفرقة الثانية كلية الآداب قسم علم النفس، عن سرورها بالانضمام لهذا الفسم مشيرة إلى أن العمل في مهنة التخاطب هي فرصة كبيره لها، وأكدت على ما تقوم به الكلية للتأهيل الطلاب عن طريق توفير الكورسات ومراكز التدريب وتمنحهم التدريب العملي في المستشفيات من أجل اكتساب الخبرة وكسر حاجز الرهبة والخوف لديهم.
وأضافت أن لاخصائي التخاطب أهمية كبيره في المجتمع لأنه يقوم بعلاج ما فشلت الأسرة عن القيام به، ويساعد الأطفال على النطق بشكل صحيح، وأنه يجب البدأ في اتخاذ قرارات صارمة اتجاه المراكز الغير متخصصة والغير مؤهلة، ومنح أصحاب التخصص والدارسين في هذا المجال هذه الفرصة.
استهلت بتول مصطفى طالبة بالفرقة الرابعة، كلية الآداب قسم علم النفس، حديثها مشيرة إلى أن كلية آداب تؤهل أخصائي التخاطب من خلال تقديم معرفة عامة حول ما يحتاج إليه لدراسته بشكل مفصل، مثل علم النفس التربوي، علم النفس الصحة، فسيولوجي، بيولوجي، وكذلك التشريح، أما عن دور هذا القسم في المجتمع شددت على خطورة نشأة الأطفال فحاليًا أصبح كل طفل يمتلك هاتف شخصي مما يؤثر على طريقة حديثهم، كذلك يتيح لك طريقة مناسبة للتعامل مع أي طفل سواء داخل عائلتك أو المحيطين بك، “كمان بيكون عندك خلفية أمته يبدأ يتكلم وأمته يبقى محتاج متخصص”.
في بداية دخولك لهذا المجال لا يمكنك تحقيق ربح مرتفع، لأن في حالة كونك طالب أو حديثي التخرج تظل في نظر مراكز وعيادات التخاطب غير مؤهل ولا تمتلك الخبرة الكافية، وفيما يخص الصعوبات قالت: تؤثر البيئة التي تحيط الطفل بشكل سلبي عليه مما يؤثر على استجابة الطفل في العلاج، فكلما كانت نفسية الطفل أفضل كلما ساعد ذلك على العلاج بشكل أسرع، ومن ناحية أخرى لا يمكن إغفال دور الوالدين في رحلة العلاج فلابد من متابعة طفلهم بشكل دوري ومستمر.
استكملت حديثها قائلة: ليس هناك فئات محددة تقتصر على عمل أخصائي التخاطب، في حين أن الفئات العمرية الأقل سننًا تكون أكثر استجابة، وكذلك نتعامل مع الفئات الأكبر في حالة تعرض شخص لحادث وفقد قدرته على النطق فباتباع تمارينات بسيطة تساعده على الحديث مرة أخرى، “إحنا تقريبا بنشتغل مع معظم الأعمار بس الفئات الأكثر تأثيرًا هي الاطفال، لأن الطفل استجابته بتكون أفضل وأسرع”، كما أنها أوضحت طريقة التعامل مع المرضى، في بداية رحلة العلاج بيتم إجراء دراسة عامة وشاملة للحالة، ومعرفة اهتمامات الطفل ماذا يفضل ومن ماذا يخاف، مما يساعد بشكل أفضل على تعزير سلوك معين وكذلك تحقيق الاستجابة المطلوبة.