“عايز تشتغل مع دراستك يبقى الإعلان دا ليك“، الكثير منا تقابله مثل هذه البوستات على الفيسبوك، بل ومعظمنا ينصاع لمثل هذه البوستات وفورًا يتصل على الرقم ويحدد معهم موعد للمقابلة، وبمجرد الذهاب للمقر وإجراء مقابلة العمل و فجأة تكتشف أن هذا الموضوع كله نصب، وكأن الإعلان الذي شاهدته شيء والمكان الذي ذهبت له شيء أخر، ومن التأكيد عزيزي القارئ أنك قد تعرضت لهذا الموقف من قبل، ولكن لماذا انتشرت هذه الشركات الوهمية فجأة؟ وما هو غرضها من هذا الفعل الدنيء، سوف نعرف كل شيء في هذا التقرير التي تستعرضه “أَرْزَاقُ” وتكشف فيه عن الشركات الوهمية.
المال مقابل الوظيفة
قال حمادة أحمد، إنه كان يبحث عن عمل ووظيفة على الإنترنت ووجد بالفعل وظيفة في توكيل ملابس رياضية بمرتب من 2000 إلى 3500 جنية، ووجد رقم مع هذا الإعلان وعندما اتصل على هذا الرقم أجاب عليه شخصًا وسأله عن اسمه وعمره وعنوان سكنه ومؤهله الدراسي وطلب منه أن يذهب لمقر العمل؛ ليجري مقابلة عمل وسيدفع 250 جنيهًا وسيستلم العمل فورًا، مما زاد من شكه في الموضوع وعلم أنه موضوع نصب.
ومن جانبه قال خالد صلاح، إنه قدم على وظيفة في شركة تُدعى المستقبل واكتشف فيما بعد أن هذه الشركة وأن العاملين بها نصابين جميعًا، فعندما يقوم الشخص بإجراء المقابلة للأجل التوظيف يقولوا له أنه سيأخذ مرتب مرتفع ثابت وحوافز أخر الشهر، وأن المقدم على الوظيفة يقوم بدفع رسوم للتدريب ومن المفترض أنه سيأخذ هذه الرسوم مرة أخرى، ولكن في نهاية الشهر لم يأخذ أي شيء لا المرتب ولا رسوم التدريب الذي دفعه والذي قالوا له أنه سوف يسترد المبلغ نهاية الشهر مع المرتب.
بودي جارد موديرن
وكشف محمد سعيد، أحد ضحايا هذه الشركات الوهمية، إن كبار هذه الشركات النصب تستعين “ببودي جاردات” ليقوموا بمنع من يجري المقابلة من الحديث أو التحاور مع أحد داخل مقر الشركة؛ حتى لا يكشف لهم ما ينووا فعله من نصب، فبمجرد انتهاء المقابلة وأخذ مبالغ من المتقدمين للوظيفة يتم طردهم فورًا للخارج، مضيفًا أنه قدم في إحدى الوظائف من قبل وعندما ذهب وجد أن طبيعة العمل ليس التي تم عرضها على بوست الفيسوك، فوجد طبيعة العمل التي جاء من أجلها وطبيعة العمل الموجودة بالفعل مختلفين تمامًا، ولم تُتاح له الفرصة للحديث مع أحد العاملين هناك، وكان من شروط التقديم للوظيفة أنه يدفع مبلغ 150في بداية الوظيفة رسوم سوف يستردها في نهاية الشهر، ولكنه عندما علم حقيقة هذا العمل ترك المكان ورحل على الفور.
وأشار عمر عز أنه في العام الماضي كاد أن يقع فريسة لأحدى شركات النصب هو ورفيقه، حيث عرض عليهم أحد مندوبي شركات النصب بأن يدفع ثلاثة ألف جنيهًا، مقابل أن يتولوا مناصب راقية في الشركة في مجال التسويق الشبكي، ولكن سرعان ما أدركوا الموقف.
وأكدت يسرا حجاج، أن هناك الكثير من شركات النصب وغسيل الأموال، والتي كادت أن تكون أيضًا هي أحدى ضحاياهم، ولكن سرعان ما تراجعت عن بيع ذهبها، ولم تنضم، وكانت حيلة الشركة في النصب كالآتي بأن تطلب من المتقدم مبلغ بين 2000 إلى 3500 جنية حتى يكون شريك في شراء بعض المنتجات ثم يتم بيعها بعشر أضعافها ومن هنا يأتي ربحه.
صاحب عمل يحذر
وحذر المهندس رفعت مرعي، رئيس مجلس إدارة شركة رفعت لتوظيف المصريين بالخارج الشباب الخريجين من عمليات النصب التي تمارسها بعض شركات التوظيف، بأن هناك ما يسمى بسمسار السفر وهو المسئول عن النصب على الشباب بالإضافة إلى المكاتب الوهمية مشيرً في حديثة إلى قرار وزارة القوة العاملة في الثمانينات بتحويل كافة تراخيص مكاتب السفر إلى شركات ومنع أي إجراءات في هذه المكاتب؛ وذلك غاية في تقليل عمليات النصب على الشباب.
وأشار إلى أن من شروط الحصول على وظيفة بالخارج، أن يكون سن المتقدم 21 سنة فما فوق، وتقديم سيرته الذاتية، كما أن استكمال طلب التوظيف يكون مجانًا، ثم تعقد الشركة لقاء مع المتقدم، أو مندوب عنه، وفى النهاية يتم ترشيحه للوظيفة المقترحة له وهذه الطريقة هي السليمة والقانونية ودون عن ذلك يكون نصب.
وأضاف مرعي، أن عمليات النصب كثيرة، وذلك عن طريق طلب رسوم على طلب الوظيفة من 100 جنيه إلى 150، بالإضافة إلى تقديم امتيازات كبيرة لإغراء المتقدمين، وطلب مبالغ مالية من العقد الوهمي، بحجة استكمال عملية العقد، وفي النهاية لا يحصل المتقدم على وظيفة.
