“الأفكار أحلام لا تصح إلا إذا ظهرت في العمل”، عندما تجلس عزيزي القارئ مع أصدقائك أو أقاربك عادًة ما يكون جزء من أحاديثكم عن أفكار لمشاريع جديدة، ولكنها في النهاية مجرد أفكار لم تُنفذ وعادًة ما تنتهي جلسة الدردشة هذه دون الاتفاق على تنفيذ إحدى هذه المشروعات الكثيرة، ولكن هذه الأفكار التي تتبادلونها والتي أثارت إعجابكم لم تتحول لفكرة عظيمة إلا إذا تم تحويلها بشكل ملموس في الواقع، وبالرغم من أن معظم أفكارنا لمشاريع جيدة لم يتم تنفيذها على أرض الواقع، فيسعدني عزيزي القارئ أن أقدم لك العديد من النماذج الشابة الناجحة الذين استطاعوا تحقيق أفكارهم وأحلامهم على هيئة مشروعات ناجحة، وفي ضوء ذلك ستأخذك “أرزاق” الآن في جولة سريعة للتعرف على بعض من المشروعات الصغيرة الناجحة.
فرصة كانت سبب لتحقيق مشروع
روى سيف محمد، شاب صاحب مشروع عربة الوافل، أنه أحب هذا العمل حبًا شديدًا وأن قصته مع هذا المشروع الصغير بدأت عندما كان طالبًا في ثانوية عامة، ثم استدعاه صديق له واقترح عليه العمل معه في هذا المشروع، ومنذ ذلك اللحظة وجعل الله نصيبه في هذا المشروع ليفتح مشروع مثله بمفرده بعد تخرجه من كلية دار علوم، وعمل سيف على قدمًا وساق حتى كبر مشروعه ليقوم بوضع عربة وافل داخل جامعة القاهرة وعربة خارجها.
وأوضح سيف أنه يعمل في هذا المشروع بجانب سعيه في الحصول على شهادة الدبلومة؛ ليعمل كمدرس بشهادته الجامعية، وأنه سوف يستمر في العمل بمشروعه هذا حين يحصل على الدبلومة ويعمل كمدرس؛ لأنه أحب المشروع كثيرًا فهو غير مكلف وليس متعب مثل الأعمال الأخرى وعلى رأس كل ذلك فهو مشروع مربح لشاب في بداية حياته يريد أن يعمل ويثبت ذاته ويشق طريقه.
وأضاف أن لديه خطة لتطوير مشروعه الصغير وهو أن “الوافل” من المعروف عنه أنه يتم عمله بصوصات كثيرة مصنوعة من الحلوى إلا أنه ينوي أن يُضيف نوع جديد من الوافل بالجبن المتنوعة، وهذا ما يعمل عليه سيف الآن للتطوير من مشروعه الصغير.

مشروع من اللاشيء
ومن جانبه قال محمود حنفي، صاحب مشروع عربة عصير القصب المتنقلة، أن هذه الفكرة راودته عندما شاهدها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعجب بها بشده وقرر أن ينفذ هذه الفكرة، والشيء الذي ساعده على تنفيذها هو أنه في الأساس يمتلك تروسيكل، وأن هذا المشروع ما هو إلا عصارة صغيرة لعصر القصب مثل التي توجد في المحلات، فقام بشراء العصارة على الفور وشراء الأكياس والأكواب وبدأ بتنفيذ مشروعه على الفور.
وأضاف أن الذي شجعه أيضًا على تنفيذ هذا المشروع بالفعل هو أنه من سكان حدائق أكتوبر ومن المعروف عنها أنها منطقة صحراوية، لا يوجد محالات عصير قصب في الشوارع كثيرًا مثلما في المناطق الشعبية، ولكن محالات عصائر القصب محدودة في بعض المولات فقط، فهذا الأمر ساعده وبجدارة بإنفراده بهذا المشروع العظيم في هذا المكان، وأنه ومع انتشار هذا المشروع في الآونة الأخيرة إلا أنه في مكان مثل حدائق أكتوبر ليس به محالات عصائر قصب فهو بلا شك مشروع مميز وفريد من نوعه.
من سيارة متعطلة لمشروع مربح
وعن مشروعات عربات المشروبات الساخنة المتنقلة، روى بدر حسين أنه جاءت في رأسه هذه الفكرة عندما قام بشراء سيارة ملاكي ولكنها من حين لأخر تعطل وتكرر هذا الأمر معه كثيرًا منذ شرائه هذه السيارة، وبعض أن فاض به الكيل من هذه السيارة اقترح عليه إحدى الجيران أن يقوم بتحويلها كمشروع صغير للمشروبات الساخنة، والفكرة نالت إعجاب بدر كثيرًا وبالفعل قام بتحويلها لعربة مشروبات ساخنة.
وأوضح حسين أن هذه الفكرة جيدة بالنسبة له، فهو في الأساس يمتلك محل أحذية وقام بعمل هذا المشروع الصغير بجانب محله، بحيث يستطيع إدارة المشروعين معًا، وأن الذي ساعده في هذا المشروع أن محل الأحذية الخاص به كان أسفل منزله فكان من حين لأخر أولاده يساعدونه في هذا المشروع، كما أن هذا الأمر لم يتعبه كثيرًا، بل فهو مشروع جيد بالنسبة له بدًلا من خسارة ثمن السيارة.
الصداقة هي في الأساس شراكة
أما عن مشروع حقائب الطعام المتنقلة فروى عبده حامد، أنه جاءت هذه الفكرة لأحد من أصدقائه واقترح عليهم هذه الفكرة أن ينفذوها سويًا مع بعضهم البعض كمشروع صغير يبدأون به حياتهم، وبالفعل قاموا بشراء حقيبة كبيرة يتم ارتدائها على الظهر وقاموا بشراء أطباق كفتة مثلجة وجبن وفينوا، وبدأوا في تنفيذ السندوتشات ليلًا ثم يعبونها في أوراق مخصصة للسندوتشات ويضعونها في الحقيبة ويلفون بها في الشوارع، مضيفًا أنه بالرغم من أنها فكرة متعبة في اللف في الشوارع طوال اليوم إلا أنها فكرة جيدة وسهلة التنفيذ وقليلة التكلفة، مضيفًا أنه وزملائه ليس معهم شهادة جامعية، بل تعليمهم أقل من المتوسط، مما صعب عليهم فرصة الحصول على أي وظيفة، وكان ذلك سببًا لاتجاههم لهذا المشروع الصغير الذي لا يحتاج لشهادة جامعية أو خبرة.
عربة زلابية ودوناتس
ومن أصحاب المشروعات الصغيرة الأخرى قال سيد محمد، صاحب مشروع عربة الزلابية المتحركة، إنه بدأ بتنفيذ مشروع عربة الزلابية والدوناتس كعربة متنقلة من مكان لأخر كشيء مساعد له ولأسرته، فهو يعمل في محل حلويات ويقف على هذه العربية بجانب عمله، وذلك كمصدر دخل أخر له ولأسرته، مُضيفًا أن ولده الصغير يقف معه على هذه العربة ويقوم بإدارة العمل بدلًا منه أثناء انشغال أبيه بعمله الأخر.
وقال عبد الرحمن ولده أنه يحب مساعدة أبيه كثيرًا أثناء أجازته من مدرسته، وأنه بالرغم من صغر عمره إلا انه يستطيع أن يقوم بدور والده في العمل، وبالرغم من أن هذه العربية في مكان مزدحم كثيرًا إلا أن استطاع عبد الرحمن وبجدارة أن يثبت لوالده كفاءته في إدارة العمل وحده بدلًا منه.
