تعد مهنة الصحافة من أكثر المهن ارتباطًا بالضغوط والتحديات، حيث يواجه الصحفيون ضغوطًا كثيرة أثناء عملهم في هذه المهنة، ويمكن القول إن ضغط العمل الصحفي يأتي من عدة جوانب، فمن الطبيعي أن يواجه الصحفيون ضغوطً مالية من قبل أصحاب المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها، وضغوطات نفسية وجسدية نظًرًا لعدم الاستعانة بأساليب التكنولوجيا الجديدة التي تحد من ذلك، وفيما يلي تستعرض بوابة “أرزاق” بعض النماذج من معاناة الصحفيين من بعض الضغوطات أثناء عملهم.
معاناة الصحفيين
قالت إيمان محمد، صحفية بموقع تحيا مصر، إن أكثر ما يتعبها في الصحافة كعمل هو التعب الجسدي لهذه المهنة، والذي ينتج عن أنها جليسة الكرسي 8 أو 9 ساعات في اليوم، وهذا يسبب لها تعب في ساقها، وتعب شديد في عينيها بسبب تحديق عينها في شاشة الكمبيوتر لمدة زمنية طويلة لا تقل عن 7 ساعات متواصلين دون بريك، مضيفة أن يديها من كثرة الكتابة على لوحة المفاتيح تتعبها بشدة لدرجة أنها لابد أن تأخذ راحة بين كتابة الموضوع والآخر لتعطي يديها استراحة قصيرة.
ومن جانبها قالت أمنية أحمد، صحفية بجريدة دار الهلال، إن أكثر ما يُسيء غضبها وتعبها النفسي داخل صالة التحرير الصحفية هو أنها دائمًا تواجه منافسة غير شريفة بالمرة من إحدى الزملاء، وأن هذا الزميل ما دائمًا يزيح عمله عليها ونظرًا لأن هذا الزميل هو رئيس القسم الذي تعمل فيه فما عليها غير الصمت، ولكن الأمر زاد عن حده الطبيعي فهذا الزميل دائمًا ما يلقي عليها كل الحمل وكل الشغل الخاص به ويجعلها تفعله هي ودائمًا ما يضعها في مشاكل كثيرة أمام رئيس التحرير، وغالبًا يجعلها تعمل عدد ساعات أكبر وموضوعات أضخم.
كثير من العمل
وقالت شيماء عامر، صحفية بجريدة دار الهلال أيضًا، إنها تواجه ضغط كبير بسبب موضوع الوقت وأن عليها نشر موضوعات كثيرة في وقت قليل لا يكفي لنشر كافة هذه الموضوعات بأكملها، وعادًة ما يكون في هذه الموضوعات أخطاء والديسك يرجع بها هذه الموضوعات مرًة أخرى، وعادًة ما تكتب الموضوعات سريعًا دون مراجعتها نظرًا لضيق الوقت وأهمية الموضوع وخاصًا إذا كان هذا الموضوع خبرًا فتكتبه بسرعة البرق دون مراجعته جيدًا فهذا الأمر أكثر ما يزعجها داخل صالة التحرير.
وأشارت منة جمال، صحفية في جريدة الأسبوع، إلى ما تواجه من ضعوطات أثناء عملها من عدم وجود تقدير مادي لمجهودها حيث يكاد يكون معدومًا، والإرهاق الجسدي الذي تتعرض له من الاضطرار إلى الجلوس لفترة طويلة تقرب 8 ساعات على مقاعد لم يتحرى فيها معايير الجودة، بالإضافة إلى الضغوطات النفسية التي تواجها من سرعة النشر، وعدم وجود فرصة للراحة.

بضعة قروش
واتفقت معها نهير أحمد، صحفية سابقة لبوابة نبض الدقهلية، في ما واجهته أثناء عملها الصحفي من عدم اعتماد الصحف على أساليب تكنولوجية جديدة تحد من الإرهاق الجسدي الذي يواجه الصحفي أثناء عمله، فكانت تعاني من العمل على أجهزة ليست حديثة بالإضافة إلى انعدام الأجر المادي، وعدم توفير أي سبل رفاهية لهم.
وأضافت أروى محمد، صحفية سابقة لبوابة المصري اليوم، أنها قررت أن تترك مهنة الصحافة لما وجدته فيها من ضغوطات كبيرة، فكانت تعاني من إرهاق جسدي، ومن صداع، وآلام في الظهر، وضعف في النظر؛ بسبب ضعف الإمكانيات المقدمة للصحفي، والابتعاد عن استخدام سبل تكنولوجية جديدة بالإضافة إلى الضغوطات النفسية؛ بسبب عنصر الوقت، والحاجة دائمًا إلى النشر بصورة مكثفة، وعدم وجود وقت للراحة.