تسير مراحلنا التعليمية كل منا بطريقته الخاصة, فهناك من يكرس وقته بالكامل لدراسته, وهناك من يهملها ويركز على إحدى الجوانب الأخرى, وهناك من يحاول الجمع فيما بين العمل والدراسة, فيقع على عاتقه مسئولية التوفيق فيما بينهما, ومسئولية إدارة وقته بالطريقه الصحيحة التي تعود عليه بالنفع, وعدم الحاق الضرر بذاته, وإن كان الأمر نسبيًا فلكل منا خططه الخاصه التي يساير بها دراسته وعمله بناء عليها؛ وبناء على ذلك من قلب التجربة يقدم مجموعة من الطلاب خبرتهم في الجمع فيما بين العمل والدراسة.
أوضحت نورهان طارق, طالبة في كلية الألسن والترجمة, جامعة عين شمس, الفرقة الرابعة, أن مسألة التوفيق بين العمل والدراسة هي مسألة نسبية بحته, فهناك من يستطيع التركيز على أمر واحد فقط, وهناك من يستطيع القيام بأمرين, ولكن النقطة الفاصلة بين كلا الأمرين هو أننا لا نستطيع الوصول إلى المثالية التامه في كل ما نفعله؛ فالمثالية سلاح ذو حدين فليس من العيب أن يحاول كل منا الوصول إلى مستوى جيد في العمل, أو الدراسة, ولكن يكمن الخطر في الشعور الدائم بالتقصير, وعدم احترام الإنجاز الذي تم.
وتابعت قائلة أنه حينما يقوم الإنسان بوضع نفسه في أكثر من مكان, ويحاول أن ينجز كل الواجبات المفروضه عليه, من المحتمل أن يصاب بالضغط الذي سيولد التقصير, وبالتالي سيكون خسر بذلك كل شئ, لأنه لم يحدد في البداية أهدافه التي يود إنجازها, فإن أرد شخص العمل عليه في البدايه أن يحدد لماذا يرغب في العمل بجانب الدراسة, وماذا سيجني من جراء ذلك الأمر, هل الأمر مادي أم تنمية للمهارات, ماذا تريده من الكليه التي التحقت بها من الأساس ؟
وأضافت أنها حينما قررت العمل في مرحلتها التعلمية الأولى كان الهدف من ذلك هو رغبتها في أخذ منحه للالحتاق بإحدى الأكاديميات التعلمية, والعمل كسفير دبلوماسي , وهو ما يتطلب لغة قوية ومهارات عالية, وسي فى قوي, وبالتالي كانت رغبتها من العمل هو تطوير لغتها حتى تستطيع تحقيق هذا الهدف على المدى البعيد, وبالتالي إن كان العمل يصب في الصالح العام فلابد من الاستمرار به بجانب الدراسة.
واسترسلت حديثها مؤكدة على الرغم أن الأمر نسبي إلا أنه لابد للفرد أن يحاول ولا تتوقف المحاوله على مرة أو اثنين فقط, بل لابد من الاستمرار في المحاولة حتى يستطيع الفرد التوفيق بين كل الأماكن الملتحق بها سواء أكانت عمل أو دراسة أو أماكن تطوعية أو غيرها, وأن الشئ الوحيد الذي سيجعلك تنجز ما لم يستطع أقرانه أن ينجزوه هي المحاولة, وتجربتي خير دليل, فلو كان الاستسلام تمكن مني منذ البداية لما كان لدي مثل هذا السي في القوي وعلى الجانب الأخر لدى شعور تام بالرضا عن دراستي.
وإذا كان هناك فرد لا يستطيع إنجاز أكثر من شئ في أن واحد فلا يهمل الأمر تماما بل يضع لذاته هدف بجانب الدراسة ويعمل على تحقيقة والعام القادم هدفين وهكذا, ولا يهمل الأمر تمامًا, وحينما يأتي عام تخرجك ستشعر بالرضا التام عن ذاتك, وحينما تشعر بالنجاح ستجد أن النشاط لديك سيزداد, وأنت من تلقاء نفسك ستزيد الأهداف المحددة.
“بسنت”: العمل لم يمنع من التقدير الدراسي.. وسميحة عانت من “أزمة الوقت”
بينما سميحة أحمد, طالبة في كلية الإعلام جامعة القاهرة, الفرقة الرابعة, أنها واجهت مشكلة التوفيق بين العمل والدراسة في مقتبل الأمر خاصة وأن طبيعة عملها تحتاج إلى تخصيص وقت كبير, وكان الأمر يعود بالسلب على دراستها وتجد صعوبه في متابعتها, ولكن الأمر أصبح سهلاً حينما كانت ترتاد جامعتها لحضور الصفوف الدراسية ومن ثم الذهاب إلى العمل “بارت تايم”, وتعويض ساعات العمل المفقودة بزيادتها فيما بعد.
وترى أن العمل ساعدها على ملئ وقت فراغها, ففي الماضي لم يكن بإستطاعتها استغلال وقت فراغها بشكل مثالي, ولكن حينما أقبلت على العمل استطاعت من وجهة نظرها حسن استغلاله في شئ مفيد يعود بعائد مادئ عليها.
وتوجه رسالة إلى طلاب المرحلة الأولى الذين يودون القيام بمثل التجربة, أن الأمر ليس سهلاً فإن لم يكن لديك هدف معين من وراء العمل سواء أكان مادي أو غيره فلا يرهقوا ذاتهم بالعمل ويصبوا تركيزهم على الدراسة بشكل أكبر, وتطوير ذاتهم في مجال دراستهم.
تقول بسنت سيد, طالبة في كلية الآداب, جامعة حلون, قسم اللغة العبرية, الفرقة الثالثة, أنها لم تجد عملها يؤثر على دراستها بالسلب وفي نهاية كل عام كانت تحصد تقدير “جيد جدًا”, خاصة وأن كليتها نظرية وصفوفها الدراسية غير محسوب حضورها ضمن درجات التقييم, فوجدت التوفيق بين العمل والدراسة أمر يمكن تحقيقه, وفي أيام عطلتها عن العمل كانت تحاول اللحاق بركب الدراسة, وكذلك فيما بين أوقات “البريك” خلال ساعات عملها, وقبل الذهاب إلى العمل ذاته.
وتتابع أن الأمر لم يكن سهلاً عليها طوال الوقت, فكانت تواجه أحيانًا صعوبات تتمثل في ضيق الوقت خاصة وأن ساعات يومها تخصص منها 9 ساعات للعمل وتحتاج إلى التركيز عليه طوال هذه المدة, وكانت تعاني من إرهاق مستمر نتيجة لذلك, وضغط نفسي كبير حتى لا تهمل جانب دراستها.
وعن الإيجابيات تقول الطالبة بسنت أنها اكتسبت من عملها كيفية إدارة وتنظيم الوقت, ووضع الخطط لتنفيذ المهام الموكلة إليها في دراستها وعملها, وتعلمت كيفية التعامل تحت الضغط بشكل فعلي, وكيفية السيطرة ذاتها في أوقات الغضب وماشابه.
وتختتم حديثها بأنه يمكن للطلاب من الكليات النظرية الجمع فيما العمل والدراسة بخلاف طلاب الكليات العملية, أنهم إن أرادوا العمل فلابد لهم من متابعة دراستهم بشكل دوري وعدم إهمالها بشكل كليي على حساب العمل, وكذلك تنظيم الوقت, والتحكم في الضغوطات وليس العكس, وأن يقع إختيارهم على وظيفة تتناسب مع دراستهم, وساعات عمل تتناسب مع كونهم طلاب.
بينما علا الحوفي, طالبة في كلية الإعلام جامعة القاهرة, قسم الصحافة, الفرقة الرابعة, أن العمل لم يؤثر بالسلب على دراستها تمامًا, لأن الصعوبة الوحيدة التي واجتها أثناء عملها هو وجود درجات للتقييم على حضور الصفوف الدراسية وفيما عدا ذلك استطاعت مجاراة المقررات الدراسية.
وأضافت أن الدراسة وحدها لا يمكنها أن تؤهلني لسوق العمل؛ الذي من خلاله استطاعت اكتساب المهارات والخبرات والعلاقات المهنية مع مجموعة من الشخصيات على مستوى العمل, وهذه نقطة تميز عن الطالب الذي سيواجه سوق العمل للمرة الأولى خاصة وأنه يتطلب السرعة والجاهزيه التي لا يمكن التمتع بها سوى من خلال العمل بجانب الدراسة.
واختتمت حديثها مؤكدة على أنه لابد لطلاب المرحلة التعلملية الأولى أن يبدوا في أخذ خطوات إلى الأمام حتى لو كانت بسيطة فإنها ستصنع الفارق في حياتهم المهنية وربما ستعادل مائة خطوة صعبة بعد التخرج, والعمل في مرحلة الجامعة ليس اختياريا, فإن أرد أي شخص أن ينجح فلابد له من العمل بجانب الدراسة, وإن لم يفعل ذلك ستحدث له فجوة رقمية.