وظائف صبغت بثوب الرجال، ومجتمع اعتمدها لهم عن جدارة واستحقاق، ونساء اضطررن للعمل بها، أو أخترنها عن إرادتهن، يواجهن الغضب والرفض والإنكار والقبول والنظرات المسيئة كل ليلة يظهرن فيها بعملهن، ويكون رد الفعل الوحيد من قبلهن هو الاستمرارية في السعي، وحصد الرزق المقدر لكل منهن، في كل ليلة تتضطرب أفكارهن من شتى ما عانين طوال نهار عملهن، هل هم بالفعل على حق أم نظرات الناس وكلماتهم التي تنزل كالساقعة عليهن؟
وفي المقابل هنا من يشجعهن ، ويبلغهم أنهم بطلات معيلات لأنفسهن وأسرهن، يدعمنهم على المواصلة، وإن لم يكن بالكلمات فالبنظرات المبتسمة التي تخبرهن أنهن يفعلن شئ يشكرن ويكرمن عليه، وإن لم يتم ذلك فعلى الأقل تخبرهم تلك النظرات أنهن لا يفعلن شئ غريب.
وإليكم بعض النماذج من النساء العاملات في مصر:
نولد، نكبر، نموت، ولا نعرف عن المرأة سوى ثلاثة أشياء: تحيض ولا نحيض، تلد ولا نلد، نخطئ ولا يحق لها الخطأ”.
مقولة أثبتت فايزة حلوسة أول سائقة نقل (تريلا) في مصر، عدم صحتها بعملها واجتهادها ودخولها مهنة الرجال دون أي خوف من الناس والمجتمع.

“لا توجد جوهرة في العالم أكثر من قيمة امرأة تنزه نفسها مما يعاب”، دنيا أشرف أشهر ميكانيكية سيارات في الأسكندرية.
عابوا عليها كميكانيكية فأصحبت ضمن أكثر 10 نساء مؤثرات في مصر

تعرف المرأة من سلاحها، ففي الدفاع سلاحها الصراخ، وفي الفشل سلاحها السكوت، وفي الجدال سلاحها الابتسامة.
ضحى “أسرع دليفري في مصر” حاربتهم بنجاحها وتفائلها في الحياة وايقانها بأن ما تفعله هو أصح الصحيح.

الحياة لن تتوقف عن إلحاق المتاعب، فقد ينقلب نهار إحداهن ليلاً مظلمًا بين ليلة وضحاها، الأسطى سناء غريب توفى زوجها تاركًا خلفة 5 أبناء، تراكمت الديون عليها فحولتها الظروف من مالكة محل لبيع الملابس الرياضية إلى سائقة ميكروباص تمكنت من خلال مهنتها تلك من تزويج الأبناء الخمسة وكسب قوت يومها متحدة مجتمع السائقين الزملاء حتى تحول رفضهن لوجودهم إلى قبول وتأقلم بالأمر الواقع.

ضربت العادات والتقاليد في عرض الحائط ولما لا؟ فإن كان ليس هناك ما يمنعها دينيًأ من القيام بذلك فما الذي يمنعها؟ إيفا هابيل أول سيدة مصرية تتمتع بمنصب العمدية في صعيد مصر بالتحديد محافظة أسوان.. كما أنها أول سيدة مصرية يتم تكريمها من قبل رئيس الجمهورية في عام 2018 عن منصبها.

القانون المصري لا مانع لديه، اقر بأحقية المرأة في تولى منصب القضاء كحق من حقوقها السياسية، الدين الإسلامي لا يمنع، الحائل الوحيد الذي يقف أمامها هو الأعراف والعادات والتقاليد، رضوى حلمي أول سيدة مصرية تجلس على منصة القضاء الإداري في مصر، مسطرة بذلك التاريخ بسطور لامعة من ذهب، متحدية كافة العواقب.
