لطالما تمتعت مصر بأيدي عاملة فريدة ومبدعة ومتميزة في كافة الحرف والصناعات اليدوية ، ومن أهم تلك الصناعات هي الغزل والنسيج المصري ولسنوات طويلة شكل القطن المصري طويل التيلة عصب صناعة الغزل والنسيج، ومازال الفنان والحرفي المصري يسعي لتطوير تلك الصناعة والإبداع فيها ، فبألوان زاهية تبعث في النفس البهجة والتفاؤل، تتزين خيوط الغزل والنسيج لتحاكي الطبيعة في أبهي صورها بمركز “رمسيس ويصا واصف “بقرية الحرانية في الجيزة الذي بدأ العمل سنة 1651 بيقين من ويصا واصف بقدرة الطفل علي الإبداع فقرر خوض تجربة فنية مع أطفال تتراوح اعمارهم بين 10 إلي 15 عاماً ، وتحدي القرية الزراعية بإدخال الفن إليها من خلال النسيج وذلك لبطيء تلك الحرفة الذي يسمح بإمتزاج الخيال مع الواقع وصعوبتها التي تخلق نوعاً من التحدي بداخل الأطفال وبالتالي تنمية القدرة الإبداعية لديهم .
تقول المهندسة” سوزان رمسيس ” الألوان المستخدمة في صباغة الخيوط مستخرجة من نباتات تتم زراعتها في مزارعنا علي الرغم من ندرتها ، وذلك حتي نحصل علي ألوان طبيعة لا مثيل لها ، فاللون الأزرق يستخرج من نبات ” النيلة ” بعدما تجمع أوراقه وتترك في المياه لمدة ثلاثة أشهر ،ثم تصفي وتجفف ويتم استخدامها . أما اللون الأحمر فنحصل عليه من نبات “الفُوّة” الذي نستخدم جذوره بعد تجفيفها وطحنها ، أما اللون الاصفر فنحصل عليه من نبات “الروزيد” .
وعن بداية عمل المركز يحكي المهندس “إكرام نصحي”، ” رمسيس ويصا واصف هو مهندس معماري و أستاذ ورئيس قسم العمارة والفنون في كلية الفنون الجميلة ، أعتمد غي تصميم المبني الخاص بالمركز علي الطابع المحلي الذي يتميز بتكيفه الكبير مع درجات الحرارة العالية ، كما حصل ” واصف” علي جائزة “الآغا خان ” وهي جائزة معمارية تمنح لمن استطاع الحفاظ علي التراث والتجديد فيه ليواكب العصر.
واستكمل “نصحي” قائلاً ” منح مركز “رمسيس ويصا واصف” المرأة قيمة كبيرة جدا فمن الشائع في المجتمعات الشرقية والريفية عدم المساواة بين الرجل والمرأة ولكن في المركز تتساوي أجور الرجال والنساء وكذلك يتساووا أيضاً في الأهمية والقيمة ، ويمنح هذا للمرأة شعورها بقيمتها أمام نفسها وأسرتها فالعاملات لدينا يشاركن في افتتاح المعارض الخاصة بنا في الخارج ، ويقمن بإعداد اللوحات بأنفسهن دون رسم أو تصميم مسبق أمام الزوار.
أما عن أمنياته لتلك الحرفة وللمركز خصيصاً فأوضح لتطلعه بأن يكون المركز منارة للآخرين ومحل إهتمام الناس بفلسفته وطابعه الخاص ، وأن يساعد المركز في خلق قيمة كبيرة للمهمشين.