لايُخفى على أحد صعوبة التغير التكنولوجي، وما أحدثه من تقدم علمي، جعل الهم الشاغل للآباء إعداد أطفالهم منذ الصغر لسوق الوظائف، ليكونوا قادرين على العمل في أرقى وأرفع الوظائف، ولعل ذلك ما دفعهم لإلحاق أبنائهم بالدورات التعليمية المختلفة البعيدة عن التعليم التقليدي، ولكن أي الدورات قد تكون مناسبة لأطفالنا؟ الإجابة تكمن فيما أوضحه عدد من معلمي ومعلمات هذه الدورات التي تقدمها المراكز المختلفة.
اللغة أساس كل شئ
تذكر نورهان العزب –مُعلمة لغة عربية- بأنها تقدر جيدًا رغبة الأبوين في تعليم طفلهم تحدث اللغة الإنجليزية، ولكن قد يحدث ذلك خللًا في تحدثه للغته الأم إن لم يتجاوز عمره الخمس سنوات، ولذلك فقبل كل شئ عليهما الإهتمام بالتحدث إلى طفلهم كثيرًا باللغة العربية أولًا، اسماعه للأناشيد العربية، وقراءة القصص المختلفة له؛ حتى يبلغ عمر الرابعة أو الخامسة فيمكن بعد ذلك إلحاقه بالدورات التعليمية الخاصة بتعلم اللغة الإنجليزية.
الإنجليزية والبرمجة
بدورها توضح دلال أحمد –معلمة لغة انجليزية- بأن تعلم اللغة الإنجليزية أصبح حاجة مُلحة وضرورة، وذلك بعيدًا عن كونها مهارة أساسية لابد من توافرها لأي وظيفة في وقتنا الحالي؛ وإنما للدراسة في المجالات الدراسية المختلفة، موضحة بأن ذلك سيتيح للطفل أو الشخص الوصول للكثير من المصادر والمعلومات الموجودة على الإنترنت والمتاحة باللغة الإنجليزية.
وأشارت معلم اللغة الانجليزية إلى أن تعلم اللغة ترتبط به تعلم برامج الكمبيوتر الأساسية، ومجالات أخرى كالتصميم الجرافيكي والبرمجة، وموضحة بأن المهمة الأساسية وعلى عكس التعليم التقليدي تكمن في تمكن الاطفال من تعلم اللغة، فكلما أمكن يفضل أن يتعلم الطفل مبكرًا؛ حتى تكون لديه قدرة كبيرة على الاستيعاب.
ويضيف أحمد حسن –مدرب برمجة- بأنه في وقتنا الحالي تخطت البرمجة فكرة تدريب الطفل على استخدام الكمبيوتر وتطوير مهارات حل المشكلات والتفكير المنطقي، لتصل إلى تأمين مصد رزق لهم، منوها إلى أنه إذا أتقن الطفل واحترف العديد من لغات البرمجة منذ الصغر، ضمن ذلك له وظيفة من إحدى الوظائف الأعلى أجورًا في هذه الأيام.
تطوير الشخصية
وتشير سمية هاني -مُدربة بناء شخصية- إلى ضرورة أن يكون لدى الطفل الشخصية المناسبة لمواجهة التحديات المختلفة التي تعترض طريقه، القدرة على القيادة أيضًا، وكذلك تحسين مهارته في التواصل الجيد مع من حوله، موجهة النصح للآباء باحضار أطفالهم لورش عمل لبناء شخصية، والتي تزودهم بمهارات أهمها: (مهارات التواصل و التأثير في المحيطين بهم، مهارات التعبير عن أنفسهم، مهارات الإقناع، مهارات التفكير النقدي و حل المشكلات).
وتنوه “مدربة بناء الشخصية” إلى أن هذه الورش تعتمد في طريقة تعليمهم لهذه المهارات خلال أنشطة متنوعة خلالها يُتاح لهم ممارسة هذه المهارات وتطبيقها بشكل مسلي و ممتع، على أن يقوم الطفل في النهاية بالمشاركة في عمل مشروع، أو نشاط ما في النهاية، ويقوم بعرض وشرح بسيط لما قام به
قرآن للأطفال
وتعقب “العزب”، بأن تلقين الأطفال للقرآن وتفسيره لهم، يفتح لهم عقولهم ويزود استيعابهم للأشياء وما حولهم، كما ينمي مهارات الحفظ لديهم فيما بعد، وهو ما يساعدهم في استذكار موادهم الدراسية؛ لذا من المهم تيسير عملية الحفظ لديهم خلال ربطها بالأنشطة المختلفة، كذلك عرض القصص المعبرة الخاصة بكل سورة، والتأكد من أن المُحفظ أو المعلم يقوم بكل ذلك مهم جدًا، حتى يكون الأمر سهلًا من جانب الوالدين عند الرغبة في استذكار السور والآيات في البيت.
ميول الطفل تحدد لك
وتخبرنا ريم عبد الله-أم لطفل- عن تجربتها مع طفلها في تنميتها لمهاراته الخاصة بالعلوم والفضاء، يبلغ زياد من العمر ثمانية أعوام، إلا أن تحمسه تجاه النجوم والسماء وأسئلته الكثيرة عن مايدور فيهم دفعني نحو جعله يشاهد برامج على اليوتيوب التي تطرح مواضيع خاصة بالفضاء، حتى أنه اقتنى عدد من القصص العلمية المصورة، بعد أن ادخر لها وساعدته في ذلك، ومن ثم بحثت على أكاديميات تطرح ذلك النوع من التعليم، ولكن كان ذلك نادرًا، حتى قامت بتخصيص ساعتين يوميًا لمشاهدة فيديوهات تعليمية عن الفضاء والمناقشة فيها.
وتطمح والدة “زياد” إلى تصميم معمل خاص به داخل غرفته، مساعدته على ادخار مبلغ من المال كي يستطيع القيام بذلك.