مع نمو حجم الاقتصادات وزيادة تعقيدها في جميع أنحاء العالم، تتزايد أهمية سوق الأوراق المالية للاقتصاد القومي، بل وللتمويل الشخصي أيضًا وانجذابًا للعائدات المرتفعة المحتمَلة على الاستثمارات، يستثمر كثير من الأفراد اليوم أموالهم في سوق الأوراق المالية بدلًا من إيداعها في البنوك التجارية ولإشباع اهتمام المستثمرين بسوق الأوراق المالية، يُخصِّص العديد من الصحف أقسامًا خاصَّة لسوق الأوراق المالية.
ما هو موقف البورصة الحالي من الأزمة الأقتصادية ؟
البورصة لديها وجهة نظر مختلفة عما يدور حول الأزمة الأقتصادية ، فالأزمة الاقتصادية إذا كان بها تعويم للعملة ويقابلها زيادة في سعر الدولار فهي بالنسبة للبورصة ميزة تنافسية للمتعامل الأجنبي فتزيد حصته من نسبة شراء الأسهم وبالتالي ترتفع من القوى الشرائية فترتفع المؤشرات، حيث أن المؤشرات مرتبطة بالعرض والطلب وكلما زاد الطلب وقلَّ العرض كلما ارتفعت الأسعار، فالأزمة الأقتصادية متواجدة في الدولة ولكن تأثيرها ضعيف، إنما هناك بعض البنود الأخرى التي تؤثر على البورصة مثل زيادة سعر الفايدة وهو عدو البورصة اللدود، فكلما ارتفعت أسعار الفائدة كلما قلت المخاطرة وأصبح المتعاملين أكثر حرصاً من حيث سحب أموالهم من البورصة والتوجه إلى شهادات الادخار والحصول على العوائد دون الحاجة إلى المخاطرة .
متى يتم الحكم على شركات الأوراق المالية ( التداول) بالنجاح او الفشل ؟
شركات التداول مهمة جدًا فهي الوسيط بين المتعامل ومجال البورصة في محددات البيئة المتواجده عندها ، فتكون حسنة السلو والسلوك بالنسبة للفرد وأن تكون خالية من أي عقوبات ، والوفاء المالي بالتزاماتها وقوة حضروها في الأسواق وقدرتها على المنافسة بتقديم خدمات مختلفة وهذا يكون سبيل لنجاح شركات التداول ، وهو مجال ذو رقابات من جميع الاتجاهات فلتصبح الشركة متوازنة يجب أن تتوفر لديها جميع الأجراءات الرقابية وأن يكون لديها إفصاح وشفافية للبورصة والجهات الرقابية .
هل الأفضل بدأ العمل تحت رعاية مستثمر أو أن يكون العمل حر ؟
هذا يرجع إلى دراسة الجدوى ، فإذا كانت دراسة الجدوى دقيقة و مؤهلة إلى توفير النواحي المالية دون الحاجة إلى مستثمر أو شريك في العمل فهذا يعد عامل جيد في بعض الأحيان حيث تكون كل الترتيبات والخطوات اللازمة لبدأ العمل من صنع صاحب العمل وتحت إمرته ، ولكن هذا يصاحب الكثير من المخاطر لذلك من الأفضل أن يكون هناك مستثمر أو مساهم في العمل متوافق مع صاحب العمل في القدرة المالية والذهنية، وأن تكون فكرة العمل رائدة بحيث تكون هناك أفكار إبداعية تساعد على نجاح العمل وتطوره للأفضل لكي يكون العمل متقاسم بينهم ، ومن أفضل الخيارات بين كل هذه أن تكون دراسة الجدوى معدّة إعداد صحيح حتى إذا كان رأس المال المتوفر قليل وبدأ العمل وإعلان الشركة كونها شركة مساهمة ذات أسهم وطرح الأسهم في الأسواق، و بورصة النيل المتخصصة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي عن طريقها يتم الحصول على تبويب معادلة التكلفة عن طريق هذا الطرح مما يؤهل وجود النشاط القائم والمتوافق مع الدولة ويجعلها بداية لريادة الأعمال بالنسبة إلى الشباب .
ما هي سلبيات وإيجابيات الاستثمار في البورصة ؟
يعتبر حماية النقود ضد خطر التضخم من أهم إيجابيات البورصة لانه عند شراء سهم من البورصة فهذا لا يعني ثمن السهم فقط ولكن هناك ما يسمى بالعائدات من الأرباح الرأس مالية العائدة من التدوال أو الكوبون الذي يتم توزيعه وهو عبارة عن صافي الربح القابل للتوزيع على عدد الأسهم بعد اجتماع الجمعية العمومية وتقرير سهم السهم ، أما بالنسبة للمخاطرة فهي ممثلة في التذبذب العالي في الأسعار والدخول في سعر خطأ واستخدام الأموال الأساسية وليست الخارجة عن الإرادة في الأستثمار ، وجهل المتعامل بنظم التداول ولا ثقافتها قد يجعله فريسة للخسترة الدائمة ، فالبورصة علم وفن وليست حظ ، فدخول عالم البورصة إعتمادًا على الحظ قد يكسب مرة ويخسر لاحقًا، ويجب أن يكون متابع جيد لمحركات البورصة ومتابع لكل مجالات السياسة والاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية فكل هذا مؤثر في سوق البورصة وتعد من مخاطر البورصة ، ومن هنا يجب الاهتمام بجميع الأخبار الهامة وحتى العابرة منها فما هو عابر للناس يعد خبر عميق ومهم جدًا في مجال البورصة .
ما مدى التعاون مع الجهات الأخرى كدائرة مراقبة الشركات والبنك المركزي وهيئة التأمين؟
شركات التداول كيان اقتصادي مثلها مثل الكيانات الاقتصادية في الدولة، حيث أن هناك رقابة تتعلق بالتداول والرقابة العادية التي تتعلق بالعمالة والتأمينات وما إلى ذلك، ومن هنا يصبح لدينا رقابة من الجانبين ولكي تصبح الشركة المسئولة متوازنة لابد أن يكون هناك عقود رقابية لكل موظف مختص بكل جهة رقابية ويجب أن تكون على قدر كبير من الصحة والمصداقية، حيث أن هذه السمات فريضة وليست سنة لأن ذلك يؤثر فيما بعد على تعاملات الشركة لأن كل معلومة خاطئة تُبنى عليها حقائق غير صحيحة وبالتالي يتم اتخاذ قرارات مغلوطة ومن المهم في هذه التعاملات أن يكون هناك نوع من الإفصاح الشامل والتام، كما يكون هناك موظفين مختصين بالرقابة مثل مراقب المخاطر ومراقب غسيل الأموال ومراقب داخلي للشركة وأهمهم البنك المركزي المختص بمراقبة أداء البورصة.
ماهو الاكتتاب العام، وماهو طريقة عمله؟
بالتزامن مع اللائحات والأطروحات الحكومية الجديدة هناك ما يسلط الضوء على الاكتتاب العام والخاص والطرح للمستثمر الاستراتيجي والطرح في البورصة، نعني بالطرح أنه جميع المعاملات المؤيدة لشركة ما في البورصة وجعل الأسهم الخاصة بها في تداول مستمر وكذلك أهمية مشاركة الجمهور في ملكية الشركة للحصول على رقابة شعبية ومشاركة الجمهور في عملية اتخاذ القرار، والأهم من ذلك تخفيض التكلفة؛ حيث حينما تتحول الشركات من قطاع عام إلى قطاع خاص لا بد أن يكون هناك رقابة قوية ومناقشات ومجالس عمومية ولا يصدر القرار إلا بآراء المساهمين.
إلى أي مدى كانت الاكتتابات إيجابية أو سلبية على الاقتصاد الوطني؟
تأخذ الاكتتابات حيز كبير في غاية الأهمية بالنسبة للاقتصاد الوطني ولكن الترويج إليها في الداخل والخارج يعد أمر بارز الأهمية، لذلك يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن ثقافة التداول في البورصة عند المجتمع المصري هي ثقافة متدنية للغاية حيث يسلطون اهتمامهم بنسبة كبيرة في الادخار البنكي لذلك فإن البورصة بالنسبة لهم ليست في مجال الاستثمار القوي وكالعادة فإن المستثمرين في مجتمعنا يتجهون لشراء العقارات وشراء الذهب وقلة من الناس يهتمون بالاستثمار في البورصة، وتطورت تلك الاهتمامات خلال الأزمات التي مرت على المجتمع المصري بداية من ثورة 25 يناير ومرورًا بالأزمة العالمية Covid-19، سبق هذه الأزمة اكتتاب يسمى E-Finance الذي كانت بدايات التداول به ما يبلغ 15 جنيهًا حتى وصل التداول إلى 25 جنيهًا، ومن أهم مميزات البورصة اتباع عملية البيع الشخصي لنقل الخبرات عن طريق الالتحاق بالاستثمار في البورصة بمبالغ معينة ومن ثم جذب الأفراد للتعامل مع البورصة على أساس مصداقية هذه الدعاية.