أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا أداة لا غنى عنها، لنجدها جزءًا أساسيًا في حياتنا اليومية لينقسم الجميع لأكثر من فئة، هناك من يعتمد على تلك المنصات للتواصل أو لاستقبال المعلومات، وهناك من ينظر إليها على أنها وسيلة للترفية وقضاء بعض الوقت في التسلية، وآخرون ادركوا مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي فاستخدموها بشكلها الفعال يمهد لهم الطريق نحو مستقبلهم المهني، وهنا يتبلور في ذهنك تساؤل وهو كيف يتم ذلك؟ لنأكد لك في هذا التقرير مدى توطيد العلاقة بين تلك المواقع وحياتك المهنية بالاستعانة برؤية حاتم قناوي، مقدم خدمات مهنية.
حياتنا المهنية
في البداية أشار “خبير الخدمات المهنية” إلى أنه في عام 2022 صدر تقرير من مركز معلومات مجلس الوزراء في مصر ينص على أن أكثر أربعة مواقع يتم استخدامهم على الترتيب الآتي، فيأتي موقع يوتيوب متصدرًا القائمة، فيليه فيس بوك، ثم تيك توك، وأخيرًا موقع إنستجرام، بما يدل على توجه فئة ليست بقليلة نحو تلك المواقع وخاصةً المتعلقة بالفيديوهات أو بالمحتوى المرئي، “بس هنا لازم نضع في اعتبارنا هو ليه دا بيحصل؟ وليه المواقع دي بالتحديد؟”.
واستكمل “قناوي” حديثه منوهًا إلى ضرورة تحديد أسباب اختيار وظيفة معينة ومعرفة ما الذي تطمحه منها، “لما نيجي نتكلم عن التوظيف لازم نكون عارفين ليه عايز أشتغل الوظيفة دي بالذات”، مشيرا إلى ضرورة وضع غاية وهدف مرن يمكن الوصول إليه “في ناس بتعمل فيديوهات ويقولوا أنا عايز أبقى مشهور، دا في حد ذاته هدف، بس هل عايزين كدا عشان دا المناسب ليهم ولا عشان يدوروا على الحاجات اللي بتيجي من خلال الوظيفة؟”، وهو ما يمثل أبرز التساؤلات التي تستوجب وضع إجابة مسبقة لها لتجنب التشتت بين الأعمال التي يمكن أن تقودك لنفس النتيجة.
وينوه خبير الخدمات المهنية إلى أنه علاوة على ذلك فهناك أشياء من الضروري أن تُكتب على صفحتك الشخصية لتعطي انطباع إيجابي عنك، وفي المقابل هناك أخرى لابد استبعادها تمامًا، يلجأ الكثير من الشباب حاليًا لخاصية الـlock التي أصبحت مؤخرًا متاحة على موقع فيسبوك، إلا أنها تعتبر علامة سلبية وقد تؤدي في النهاية إلى رفض طلب التقديم، فيعد هذا التصرف من وجهة نظر القائم على توظيفك لا يتيح له فرصة التعرف عليك، “فأنا كمسئول عشان أقدر أقيمك أعمل كدا إزاي”.

ومن ناحية أخرى، وبحسب “قناوي” فإن السوشيال ميديا ساهمت في ظهور وظائف جديدة، “في شباب بيقولوا أنا مش لاقي شغل، تمام أنا متفق معاك بس هل أنت دورت في كل الوظائف المتاحة”، فحسب تصنيف صادر عن الهيئة القومية للتطوير المهني في أمريكا، أشار إلى وجود ما يزيد عن 1016 مجموعة وظيفة في العالم وليست وظيفة واحدة، وضرب على ذلك مثال كالإعلام يعتبر مجموعة وظيفة يندرج ضمنها عدة وظائف من بينهم المذيع والمراسل والصحفي والمخرج وغيرها.
ويختتم “خبير الخدمات المهنية” حديثه بضرورة التفرقة بين ما هو إيجابي يفيد وما هو سلبي من الأفضل تجنبه، وذلك من خلال استغلال السوشيال ميديا بمواقعها المتنوعة في إيجاد “وظيفة تلائم مهاراتك ومؤهلاتك، وإن لم تجد يمكن استغلالها بصورة أخرى وهي اكتساب مهارات جديدة تتناسب مع ما تتيحه باختلاف المحتوى المقدم وطبيعة المنصة”.