أصبحنا في عصر التطور التكنولوجي الذي اتاح خصائص ومميزات جديدة لم نكن لنعلمها بدونه، مجال جديد يقتحم سوق العمل الحالي ألا وهو العمل الحر، جاء بمنظور مختلف تمامًا عن الوظائف التقليدية، فهذا المجال يتتطلب أسلوب ومهارات محددة لتتمكن من المواصلة فيه.
ولكن الأهم من ذلك أن تعلم جيدًا أنه لا يوجد طريقة مختصرة أو خطوات معينة عليك إتباعها كما هي لتحقق ما تريد وأن تصبح فريلانسر ناجح، فالأمر يتطلب مجموعة من المهارات بالإضافة إلى العمل الجاد والإصرار.
ما المقصود بالفريلانسينج
“الفريلانسينج في الأول والأخر وظيفة، ولكنها تختلف في اعتمادها على مبدأ أن الشخص هنا هو مدير نفسه؛ أي أنك تعمل لصالح نفسك”، هكذا عرف حاتم قناوي، مقدم خدمات مهنية، سوق العمل الحر.

واستكمل “قناوي” حديثه قائلًا: نتيجة التطور التكنولوجي الملحوظ والمتسارع في السنوات الأخيرة نجد أن أنماط الوظائف اختلفت عما كان موجود سابقًا، “زمان كان كل الشغل معتمد على شيفتات والfull time job وفكرة العمل لمدة محددة، فمع التطور والتغييرات بقى عندنا أنماط شغل جديدة ومن ضمنهم العمل الحر”.
ومن هنا يمكن تعريف العمل الحر على أنه وظيفة تعتمد على مهارة مميزة لدى الفرد، فمن ثم يبدأ الترويج لتلك المهارة سواء في شكل خدمات أو تقديم منتج للأشخاص المعنيين مقابل مبلغ مالي متفق عليه، مستغل في ذلك كافة الأشكال والتقنيات التكنولوجية المتاحة.
المميزات VS السلبيات
وبحسب “مقدم الخدمات المهنية” فاختصارًا لما سبق يمكن القول بإن العمل الحر يعتمد بشكل أساسي على مفهوم “أنا سايق نفسي”، كما نوه قناوي قبل الاتجاه إلى هذا المجال من الضروري التعرف على مميزاته وعيوبه لاستيعاب عواقبه فيما بعد.
وعن المميزات التي يتمتع العمل الحر بها فذكر بأن المرونة والحرية في اختيار مجال العمل، إضافة إلى حرية اختيار الوقت والمكان المناسب لإتمام هذا العمل، الأهم هو توافر جهاز كمبيوتر أو حاسوب شخصي وإنترنت.
كما يمكن للمشتغل في هذا المجال، وفقًا لما ذكره “قناوي”، من التعامل مع أكثر من عميل وكذلك أكثر من مجال في وقت واحد مقارنة بباقي الوظائف أو العمل في الشركات، “ففي العمل الحر ممكن يكون عندي عميل في الجرافيك بعديها عميل في الترجمة وهكذا الموضوع كله قائم على أنا شاطر في إيه وإيه مهاراتي”.
وحول أهم مميزات الفريلانسينج فذكر بأنها تبدأ من تنوع مصدر الدخل، مما يفيد المشتغل بدرجة كبيرة في حالة حدوث أي أزمات اقتصادية، كما حدث حين تفشى فيرس كورونا وما نتج عنه من المكوث في المنزل فترات طويلة.
وعلى النفيض من ذلك لا يخلو العمل الحر من السلبيات، التي لابد من وضعها في الاعتبار، فكما ذكر “قناوي” فهو يشكل عيبًا من ناحية أخرى، نظرًا لأن الدخل غير منتظم، “بمعنى أن اللي بيشتغل في شركة بيبقى عارف أن في نهاية الشهر هيبقى معاه مبلغ كذا، فيبدأ يرتب أولوياته على هذا الأساس، لكن أنت كفريلنسير ممكن النهاردة يجيلك 10 جنية الشهر الجاية 50 الشهر اللي بعده ميجيش خالص”.
إلى جانب افتقاده إلى الجزء المتعلق بإضافات ومميزات العمل التقليدي، على سبيل المثال التأمين الصحي والمكافئات والمعاشات.
علاوة على ما سبق يحتاج العمل الحر المزيد من الوقت والمجهود والخبرة الكافية حتى تثبت نفسك في المجال، فلا تعتقد أنه بمجرد البدء ستجد العائد المادي المرضي لك.
بداية مجالك في الفريلانسينج بـ3 خطوات فقط
أشار حاتم قناوي خلال حديثه إلى خريطة عامة وسريعة حول خطوات بسيطة لبداية طريقك في سوق العمل الحر، فإذا كنت من محبي التوجه إلى هذا المجال فعليك التركيز وإتباع الخطوات التالية.
في البداية لابد أن تحدد ما هو المجال الأفضل بالنسبة لك، أي مجال تستطيع أن تثبت كفاءتك داخله، “وذلك لأن العمل الحر مبني على أنا شاطر في إيه”.
وإن كنت لا تستطيع التحديد فيمكنك اللجوء إلى خيارين، الأول هو جلسات الكارير كوتشينج؛ فهي عبارة عن جلسات تتم مع مختص يتمكن في النهاية من تحديد نقاط القوى لديك، والاختيار الثاني هو الاعتماد على بعض المواقع التي توافر ما يسمى باختبار تحديد الشخصية.
ثانيًا عليك أن تكون على دراية كافية بمستوى التنافس حاليًا داخل مجالات العمل الحر، كما يمكنك التغلب على تلك المشكلة بالحصول على كورسات ودورات تدريبية تدعم نقطة التميز الخاصة بك في مجال محددة.
تأتي بعد ذلك الخطوة الأهم وهي الدخول إلى المواقع المتخصصة في مجال العمل الحر، وتنقسم إلى نوعين: مواقع جمهور عربي بمعنى أنه في الأغلب يكون التحصيل المادي بالعملة المحلية، أو مواقع جمهور أجنبي ويتم التحصيل بالدولار.
بعد ذلك تقوم بإنشاء حساب خاص بك مع إضافة كافة البيانات الأساسية، من ناحية أخرى تتيح تلك المواقع فرصة اختيار المجال بشكل محدد كالترجمة أو الجرافيك وغيرهم، لذا لابد من تحديد مجالك بدقة.
ضع في اعتبارك دومًا إضافة كل ما يجذب العميل، لماذا أنت تختلف عن الباقي هل تتميز بأسعار أقل وجودة مناسبة أم يمكنك إنجاز المطلوب في وقت قياسي، وكذلك إضافة نماذج من أعمال سابقة لك مما يضيف المصداقية.