| خبراء التعليم المنزلي يكشفون طرق تنمية مهارات الأطفال للالتحاق بسوق العمل
نظام جديد لا يمكن اعتباره بديلًا إنما نقول عليه نظام موازي للتعليم الأساسي، الهوم سكولينج أو التعليم المنزلي طفرة جديدة تبلورت مؤخرًا تستند على دفع طفلك نحو الإبداع والابتكار والتفكير السليم، فتمكنه في نهاية المطاف من اكتشاف مهاراته والعمل على تنميتها وتطويعها حسب اهتماماته، هناك عدة أسباب دفعت لظهور هذه الفكرة، وتتمحور بالأساس على توفير تعليم غير تقليدي للأطفال ينمي مهاراتهم ويناسب تكوينهم العقلي، والابتعاد تمامًا عن نمط الحفظ والتلقين وغيرها من السلبيات، ومن هذا المنطلق يمكن طرح عدة تساؤلات تدور حول ما هي المهارات التي يسعى الهوم سكولينج اكتسابها وتطويرها لدى الأطفال؟ كيف يؤهل هذا المجال طفلك لسوق العمل فيما بعد؟، وبنهاية هذا الموضوع سيتضح الأمر أمامك أكثر لتتوصل إلى إجابات حول كل ما يدور في خاطرك من تساؤلات.
تنمية القدرات
تنمية المهارات تعتبر من أهم الركائز التي يستند عليها نظام الهوم سكولينج، فلا ينحصر على تدريس مناهج دراسية بحت بل يتسع ليشمل أنشطة ومناهج أخرى قد تشكل أولى لبنات طفلك نحو سوق العمل، ففي وقتنا الحالي لا يقتصر العمل على سن أو مرحلة محددة، فمن يمتلك المهارة والخبرة يمتلك المستقبل.
محتوى هادف
عبرت هبة الشربيني مؤسسة “Homeschool international academy” عن سعادتها لامتلاك أكاديمية لتعليم الأطفال مهارات تؤهلهم فيما بعد لسوق العمل، إذ نجد حاليًا أن الشباب غير مؤهلين تمامًا لذلك، “في شركات مش لاقية موظفين، أو في كفاءات مش لاقية شغل”، كما نضع في اعتبارنا أن هذا الطفل سيصبح في يوم ما موظف أو مسئول، يتمكن من خلال مهارته التي اكتسابها تحقيق ذاته.
لذا كان التركيز من البداية على الأعمار الصغير لتعليمهم ما يحتاج إليه السوق من أنشطة ومهارات، إذ نؤمن أن هذا السن يمتلك الكثير من الوقت غير المستهلك فلن نجد نفس تلك المساحة مع طالب جامعي، فلا يمتلك في تلك المرحلة الدراسية من الوقت ما يساعده على اكتساب مهارات، “عشان كدا قولنا يكتسب مهارات قبل الجامعة بكتير، فمثلا يتعلموا في سن صغير الديزاين أو لغة معينة أو يأسسوا مشروع كامل ليهم، وكمان يجربوا يتعاملوا مع الكمبيوتر”.

وعن الأنشطة التي تقدمها الأكاديمية قالت: لا يقتصر ما نقدمه على تنمية المهارات فقط إنما نهتم أيضًا بتوفير مناهج في التاريخ والجغرافيا والعلوم وغيرها، لكن العامل المشترك بينهم هو تقديمها باللغة الإنجليزية، وذلك تحقيقًا للتميز عن باقي أطفال الجيل بتباين مستويات التعليم إن كان حكومي أو خاص، فهدفنا هو إعداد طفل لديه مهارات ولغات وكذلك شخصية تختلف عن الآخرين.
علاوة على ذلك نقدم أكثر من برنامج متخصص، فعلى سبيل المثال نعلم الأطفال اللغة الإنجليزية بشكل مختلف بعيدًا عن التلقين وحفظ الكلمات أو بمنهج محدد، فيمكن القول إنه محتوى هادف يتمكن في نهايته من خدمة المجتمع، ومن ضمن تلك البرامج كيفية الحفاظ على البيئة ويتم ذلك من خلال مشاريع ومحاضرات وتكون منذ أول خطوة إلى الأخيرة بلغة محددة سواء إنجليزية أو فرنسية أو ألمانية، “فهما كدا عملوا حاجة كويسة للمجتمع وفي نفس الوقت اتعلموا مهارة ولغة مش بس مجرد كلمات يحفظها أو فيديو يشوفه”.
استغل وقتك
“الهوم سكولينج من وجهة نظري من أفضل الطرق لتعليم الأطفال بعيدًا عن الطرق التقليدية المنتشرة” هكذا استهلت أحلام محمد مؤسسة “أكاديمية وحضانة الأحلام” حديثها مشيرة إلى رؤيتها عن عالم تعليم جديد وحر، وبالانتقال إلى مميزات نظام الهوم سكولينج نجد أنه يوفر الكثير من الوقت والجهد على الطفل، لذا نتمكن من التركيز على أوقات الفراغ بصورة أكبر واستغلال تلك المساحات في تحقيق إفادة له من أنشطة ومهارات، وكذلك يكون غير مقيد بتعليم مناهج معينة.
استكملت حديثها مشددة على خطورة التعليم بطريقة التلقين أو إعادة المعلومات مجردة ليحفظها الطفل واصفة ذلك بأنه من أفشل طرق التعليم، على عكس منهج منتسوري والذي يشكل محور أساسي في هذا النظام؛ حيث يقوم على تقديم المعلومة للطفل بطريقة بسيطة باستخدام حواسه، “يعنى مثلًا لما أجى أعرفه حرف الألف أنا بخليه يلمس الحرف وكمان يشوف شكله وأربطهوله برسمة أرنب موجود قدامه فبالتالي أنا كدا ربطت المعلومة بأكثر من حاسة”.

وليتمكن هذا الطفل فيما بعد من التعامل مع سوق العمل نركز في البداية على تعليمه كيف ينظم وقته، “وطبعًا بنشرح دا بطريقة ملموسة يقدر يستوعبها، إزاي يبقي اليوم منظم ومحكوم بإن كل حاجة ليها معاد محدد هو ملزم بيه”، إلى جانب عدد من المهارات الأخرى من بينهم الرسم، القراءة والإطلاع، ورش الأعمال اليدوية، المشاركة في تقديم مسرحيات لتعليم سلوكيات معينة، كذلك ندربهم على نماذج محاكاة مسلية لعدد من الوظائف لبيان أهميتها، كالطبيب وكيف يتعامل مع المرضى، مهمة الضابط في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، السياحة وتعريفهم بأشهر المزارات السياحية المصرية، يهدف في النهاية إلى تنمية مهارتي البحث وتطوير الذات داخل الطفل.
بصرية وحسية
ونجد فكرة الهوم سكولينج عند هند إبراهيم مؤسسة أكاديمية “Knowledge universe” تتمحور حول الطرق التي تجعل وقت طفلك متوازن ما بين التعليم الأكاديمي الخاص بالمدارس، وفي ذات الوقت اكتساب مهارات جديدة بواسطة دورات “Soft skills”، “مهم جدًا تنمية مهارات طفلك من وهو صغير ومننتظرش لحد ما يخلص مدرسة ويدخل كلية عشان يبدأ، فالهوم سكولينج يعمل على الشقين”.
ومن ناحية أخرى يركز هذا النظام على عدد أطفال أقل، إذ تجد الاهتمام والتركيز يشمل جميع من في الغرفة، فالعدد يتراوح ما بين 10 إلى 15 طفل مما يسهل تنفيذ الأنشطة التفاعلية على عكس فصول المدارس التي تمتلئ بالأطفال.

أما بخصوص المناهج التي يتم تدريسها أشارت إلى الجمع بين المناهج الدراسية الخاصة بالمرحلة التعليمية للطفل إضافة إلى مناهج أخرى متخصصة، فلا يتم إهمال محتوى المواد الأساسية المقرر من الوزارة لأن المناهج الجديدة إلى حد كبير فعالة، ولكن نضيف عليها أيضًا أنشطة تنمية المهارات البصرية والحسية يختص بتدريسها خبراء تعديل سلوك.
واستكملت مشيرة إلى نظام بعض المواد التي يتم تدريسها قائلة: “تدرس مادة الدراسات الاجتماعية على شكل تمثليات ومسرحيات، ومادة العلوم بتبقى عملي بنسبة 100%، بحيث إن الولاد يستوعبوا ويحفظوا المعلومة بسهولة”.
ونظرًا لأهمية شق تنمية المهارات تُدرس بشكل منفصل عن المناهج الدراسية؛ حيث يتم إتاحة مجموعة من الكورسات كتنظيم الوقت والتخطيط ومبادئ البرمجة، بشكل ومحتوى مصغر مُعد من قبل خبراء، إلى جانب التركيز على مهارات البيع والشراء، “حتى وإن كان الكانتين موجود في كل المدارس بس مش مفعل للطلاب إلا في أماكن محددة”، لذا نسلط الضوء على هذه المهارة بتخصيص كورس كامل عن مبادئ إدارة الأعمال.
ولتنمية مهارة الابتكار والإبداع يعتبر الرسم ليس مجرد حصة فقط إنما نحاول دمجها مع أنشطة إعادة التدوير لتوعية هؤلاء الأطفال بضرورة الاستفادة من كل يحيط بنا، وينطبق هذا أيضًا على اللعب بالصلصال وتصميم أشكال مختلفة.
أما عن المهارات الشخصية التي يتم التركيز عليها بشكل دوري لتطويرها فيمكن حصرها كالتالي، تأتي في المقدمة مهارة الثقة بالنفس ثم مهارة القدرة على التعبير يليها مهارات العرض والتقديم، ليكن الطفل في النهاية قادرًا على التعبير بصورة أفضل عن نفسه ومشاعره وشخصيته دون أي خوف.