تعد مهنة أخصائي التخاطب من المهن المهمة جداً والمفيدة في المجتمع، وعلي الرغم من أهمية الجانب العملي في التعليم إلا أنه يغلب الجانب النظري في التعليم بشكل أكبر، وهذا أدى إلى غياب الخبرة والمهنية في العمل، وهي تعتبر مهنة ذات جانب إنساني في المقام الأول ولا تستهدف الربح، إلا أنه ظهر في الآونة الأخيرة مراكز تخاطب غير قانونية وبعيدة كل البعد علي الجانب الإنساني لأنها لا تهتم بالمريض بل تهتم بتحقيق أكبر قدر من الربح بغض النظر عن حالة المريض هل تحسنت أم لا، ومن هنا أصبحت مهنة أخصائي التخاطب مهنة من لا مهنة له.
في البداية كشفت دكتور إيمان موند أخصائية التخاطب والعلاج النفسي وعلاج السلوك المعرفي، والمسئولية عن قسم الصحة النفسية والتأهيل السلوكي في المعهد البريطاني (fbi) بالإسكندرية، عن عدم وجود مراكز مؤهلة فقط للتخاطب، بل أيضا يوجد مراكز غير مؤهلة تعمل في مجال التخاطب والطب النفسي.
وأكدت صاحبة الـ7 سنوات خبرة في مجال التخاطب ضرورة حصول علي من يمارس هذه المهنة على كل الدرجات العلمية والأكاديمية للتخصص، ويتم الحصول عليها من الجهات الحكومية المعتمدة وليس من جهات مجهولة المصدر، ويجب علي من يريد أن يمارس هذه المهنة أن ينخرط في الجانب العملي في التعلم وليس النظري فقط، ويجب أن يكون على علم بالجانب العضوي والحيوي والوظيفي والسلوكي للإنسان.
وأكملت حديثها بأن مراكز التخاطب تختلف في نسبة الربح من مركز إلى آخر ويعتمد ذلك على سياسة المركز، حيث هناك مراكز تعتمد على استغلال المرضى وتستهدف الربح، ومراكز أخرى تستهدف إرضاء المرضى، والنظر من الجانب الإنساني ولا تستهدف الربح.
وأوضحت أن الدولة تدعم المراكز المرخصة فقط، وتوفر لها التأمين الصحي ويكون مجانًا، ويجب أن يتوافر لدي أخصائي التخاطب بعض الأساسيات من أجل التعامل مع المرضى ويقوم بدراسة هذة الأساسيات علي يد من لديهم خبرة عالية في المجال، لأن التعامل مع المرضى النفسيين صعب إلى حد ما.
وأضاف دكتور رامي راشد أخصائي التخاطب والطب النفسي ، بالإشارة إلى عدم وجود مراكز مؤهلة للتخاطب جيدا، منوها إلى وجود دخلاء على المجال مثل أي مجال من المجالات، وأن الشهادات والمهارات التي يجب تواجدها في أخصائي التخاطب في أثناء تخرجه كانت تعتمد على كلية تربية ومن ثم نقوم بعمل دراسات عليا (تربية مهني)، ثم دبلوم خاص ثم التخصص في المجال، لكن في الوقت الحالي ظهرت كلية علوم إعاقة بني سويف، وقامت بفتح أكثر من تخصص ومنها تخصص التخاطب، مشيرا إلى أن مهنة أخصائي التخاطب هي مهنة إنسانية في المقام الأول والأخير.
وأضافت دكتور نهي النجومي، مديرة مركز رساله للتخاطب ومحاضرة في كليه التربية، بأن أفضل الشهادات التي يجب أن يحصل عليها أخصائي التخاطب تكون من معهد السمع والكلام، طب الدمرداش، وطب طنطا ، عين شمس، آداب صوتيات القاهرة، أما مهارة أخصائي التخاطب هي أن يكون لديه خبرة كبيرة جداً لا تقل عن ٣ أو ٤ سنين ف المجال ، لكن في الوقت الحالي دخل في مجال التخاطب العديد من اخصائي التخاطب أصحاب الخبره القليله، فمنهم من حصل علي دبلومه أو دبلومتين وهناك من هم غير متخصصين تماماً وانتشر هذا الموضوع بشكل كبير جداً في الوقت الحالي.
وأكدت “النجومي” على ضرورة حصول من يعمل أخصائي تخاطب على دراسة هذه الوظيفة بشكل عملي؛ لأن الأطفال ليسوا حقل للتجارب، وأن يمتلك مهارة الصبر وروح التعاون وان يكون قادر علي النزول لمستوى الطفل وأن يكون متمكن ويعامل الأطفال بطريقة جيدة.
واختتمت حديثها بأنه يجب علي الدولة أن تحجم إنشاء مراكز التخاطب لغير المتخصصين وتقوم بعمل حملات دورية على الأماكن من أجل ترك هذا المجال لأهل التخصص وليس الهواة والراغبين في الربح.