فى شارع الخيامية بالغورية والذى اطلق عليه هذا الاسم نسبة الى «الخيمة» حيث ازدهرت صناعتها فى هذا الشارع من قديم الأزل، فتجد اقمشة من طراز فريد ذات كتابات بالخط العربى وبألوان تلفت الناظرين اليها، تشعر وكأنك عدت بالزمن الى الخلافات الاسلامية القديمة التى عاشت فى مصر واثرت فيها بالفنون المختلفة ، فالأقمشة اليدوية بالغورية تتميز بالدقة والجمال فى الشكل إلى جانب متانتها واصالتها وجودتها الا أنها اصبحت تخشى شبح الاندثار .
وفي شارع الخيامية نجد عمي “احمد عبدالعظيم ” المعروف ب “أحمد كتكت الخيمي ” ، يمتهن عبدالعظيم صاحب الخمسون عاماً الخيامية منذ سن عشر سنوات فيقول : “إن “الخيامية” لا تعتبر مهنة فقط بل هي فن أصيل يحمل في طياته كثيراً من العشق والإبداع، مضيفاً: “الصنايعي لا يبدأ العمل في قطعة إلا ويحاول الانتهاء منها مثل الفنان تماماً، وكذلك يحاول كل صنايعي أن يضيف إلى قطعته شيئاً من إبداعه الخاص دون أن يقلد غيره، بل يبتكر ويجدّد كل يوم .
وأوضح “كتكت” : ” كل شغلنا يدوي وكل زبون وطلبه ، فرعوني ، بلدي ، عربي او إسلامي أو لوتس ”
أما عن تأثر الأجانب والعرب بالصنعة فقال ” كتكت ” أنه غالباً ما يفضّل السياح الأجانب والأثرياء العرب العمل اليدوي ، لما فيه من حس جمالي وإبداعي، ويصل إلى القطع الفنية النادرة، مشيراً أن الشغل اليدوي دائما ما تزداد قيمته السعرية ويرجع ذلك إلي المواد الخام المستخدمة لصناعته ، وكذلك الوقت والجهد المبذول فيه فقد يستغرق العمل في صناعته شهراً كاملاً، إضافة إلى أنه يتطلب عاملاً ماهراً ذو خبرة عالية حتى يستطيع التحكم في القطع والوصول إلى أفضل النتائج” ، فيأتي إلينا الكثير من الزوار الأجانب ويطلبون مفارش وخيم قد تصل مدة تصنيعها إلي شهر في حين أن مده اقامته في مصر تتراوح بين أسبوع إلي عشرة أيام ، عندئذٍ أزيد ساعات عملي فبدلاً من 12 ساعه أعمل 15 ساعة ، لكي أُنجز الطلب في الوقت المحدد له ، لأن هذا الشيء يمس سمعة مصر أمام الغرب.

وأسهب “الصانع الخمسيني”، بالقول “انا بقعد علي الشغل من الساعة 10 الصبح ل 10 بالليل ، عشر ساعات أو 12 ساعة بشتغل في قطعة واحده ، وعمري ما حسيت بضيق ” ، الكبار في تلك المهنة يموتون ، والشباب لا يتمتعون بالصبر الكافي لتعلمها”.
اما عن كيفية الصناعة فأوضح ” كتكت ” أنه يتم وضع التصميم الذي سيتم التعامل معه ونقله على ورقة “الباترون”، حيث تتم خياطته في القماش الذي سيُطرّز، وبعدها توضع بودرة مخصّصة لطبع الرسم على القماش كي تُجرى عملية التطريز، وخلالها يقوم الصانع الذي يُعرَف باسم “الخيامي” بإنجاز أكثر من وحدة من ذات التصميم، ثم يخيطها مع بعضها بعضاً بطريقة اللفق دون أن يظهر أي شيء من هذه الخياطات على السطح الخارجي للقماش.
