تحل البركة على الجميع بالتزامن مع ظهور هلال شهر رمضان المبارك كل عام، الشهر الذي تنتشر فيه أعمال الخير وتزداد همة الجميع في العمل والعبادة؛ للحصول على الأجر الكبير من العمل، وتظهر العديد من الوظائف الموسمية حيث ينتظر أصحابها حلول شهر رمضان المبارك منذ انتهائه كل عام، فهو يمثل لهم مصدر رزق كبير لسد احتياجات الأسرة طوال الشهر المبارك، كما أن الوظائف الموسمية والتي تظهر في شهر رمضان فقط كوظيفة “بائع فوانيس رمضان” و” بائع الكنافة والقطايف” تعتبر من مظاهر الاحتفال المميزة للشهر الكريم في مصر.
وعلى الرغم من ظهور فوانيس رمضان المُصنعة حديثًا، والتي تختلف تمامًا عن فانوس رمضان التقليدي إلا أن شارع الخيامية في القاهرة لازال مخصصًا لصناعة وبيع فوانيس رمضان المميزة، حيث يرى غالبية المصريين أنه لا يمكن الاستغناء عن تلك الفانوس التقليدي التي يحمل “روح” الشهر المبارك، كما ظهرت أيضًا أفران صناعة الكنافة الحديثة لكن لم يتخلى بعض بائعي الكنافة عن الفرن البلدي والتي يُنتج الكنافة بنكهة مميزة رُغم أنها مصنوعة من نفس مكونات الكنافة في الفرن الحديث، وتلك الوظائف الموسمية يرى أصحابها أنها لن تندثر مهما كانت الظروف والصعوبات فهي من موروثات الشهر المبارك.
هذا ما أكده “كريم البنهاوي ” بائع فوانيس وزينة رمضان في حديثه مع ” أرزاق ” ، بأن بيع الفوانيس مهنته ومهنة والده منذ زمن بعيد ، وبالفعل فتلك الوظيفة تعتبر وظيفة موسمية تبدأ قبل شهر رمضان الكريم بثلاثين يومًا وتنتهي بمجرد حلول نصف شهر رمضان ، لذلك فهو يعمل بها بجانب وظيفته الأساسية ويحاول توفير الوقت لها في الموسم الخاص بها ، كما أن تلك الوظيفة تفتح باب رزق للكثير من العمال حيث يحتاج إلى أكثر من 20 عامل طوال فترة الموسم الرمضاني .
صانع الكنافة وفوانيس رمضان: الإقبال على الفوانيس والكنافة لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية
أما عن إقبال الأفراد على شراء فوانيس وزينة رمضان رغم غلاء الأسعار والأزمة الاقتصادية ، أوضح “البنهاوي” أن الأسعار لديه لم ترتفع كثيرًا عن العام الماضي فالفوانيس أسعارها نفس أسعار العام الماضي ولكن هناك فرق سعر بسيط في المدافع والألعاب الخاصة بالأطفال ، ولكن الأسعار بشكل عام في متناول الجميع ، فهو يسعى لكسب رزقه بالحلال وإدخال البهجة والسرور على قلب كل مصري في هذا الشهر الكريم.
وبدوره، قال ناصر أحد بائعي الكنافة والقطايف أن أسرته بأكملها تعمل في تعاون بفرن الكنافة والقطايف الموروث عن أجدادهم، وينتظر جميع أفراد الأسرة حلول شهر رمضان لأنه موسم البيع لديهم، وأنه لازال مُعتمدًا بشكل أساسي على الفرن البلدي بالرغم من تطويره للمحل وشرائه للآلات الحديثة فالإقبال على الكنافة البلدي كبير.
وعند سؤاله عن تأثير الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار على إقبال الناس على شراء الكنافة، أكد أن حركة بيع الكنافة والقطايف لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية رغم ارتفاع أسعارهم، فالشعب المصري لا يمكنه الاستغناء عنهم، فهم من أساسيات شهر رمضان، ويرى ناصر أن الوظائف الموسمية كبيع الكنافة والقطايف على الرغم من استمراره بها لشهر واحد فقط إلا أنها تمثل مصدر رزق لهم ولا يمكن التخلي عنها.