في ظل المنافسات الشرسة في سوق العمل حاليًا، يتم تطبيق مبدأ “البقاء للأقوى”، اتجه العالم بأكمله نحو الاعتماد على وظائف محددة ومهارات بعينها على حسب تهديد وظائف أخرى بالاندثار.
“هدفنا الأساسي هو تأهيل وتدريب الشباب لمواكبة تطورات سوق العمل” هكذا استهل أحمد تامر، مهندس مدني وأحد مؤسسي كيان YQC، حديثه عن مؤسسة في بداية مشواها نحو تأهيل جيل جديد قادر على التعامل مع تحديات سوق العمل.
كيف كانت بداية YQC؟
بداية YQC كانت بمثابة اتفاق بيني وبين محمد رشوان، مهندس مدني، قبل البداية الفعلية بحوالي 4 شهور، ففي سبتمبر 2021 كانت أولى خطوات كيان YQC، تحت شعار دليلك للريادة.
دار الحديث حول ما لدينا من معرفة ومعلومات يمكن استغلالها وتوظيفها بما ينفع الآخرين، “فكرة أننا نعمل مكان يضيف مهارات مهمة تصلح أنهم يشتغلوا في سوق العمل”.
بالنظر إلى الوضع الحالي نجد أن هناك عدد كبير من الأماكن المتخصصة في الكورسات ولكنها لا تأهل الفرد بشكل كلي لسوق العمل، “بمعنى أنا مثلا مهندس مدني في أماكن كتير جدًا بتقدم كورسات للهندسة المدنية بس مش بتأهل إني أكون شخص فعلا كافي للشغل”.
بعد تأسيس الصفحة الرئيسية لـYQC، بدأت المرحلة الأولى وهي تنفيذ البرامج والخطط المتفق عليها، وكان عددنا في تلك الفترة لا يزيد عن 10 أشخاص فقط، لذا تم الاتجاه إلى نظام جديد يساعد في إنجاز المطلوب “بدأنا ندخل في التيم الأشخاص اللي عايزين ندربهم واحدة واحدة، وبعد مدة التدريب يبدأوا يشتغلوا معانا”.
ومن ناحية أخرى نجد أننا حققنا هدف آخر وهو مساعد تلك الأشخاص في اكتساب مهارات جديدة، “يعني أنا دلوقت نفسي اتعلم جرافيك، يبقى تعالى التيم بتاعنا إحنا عندنا هيد كويس جدًا هيعلمك الديزاين، فبكدا تكون بتتدرب وتشتغل فتفهم المجال أكتر”.
ما الهدف وراء تأسيس هذا الكيان؟
الهدف وراء تكوين YQC إننا لدينا نظرة مستقبلية، نحو تأسيس كيان يعتمد بشكل أساسي على تأهيل الشباب من خلال مجموعة من الورش التدريبية والبرامج المتخصصة، لإكسابهم مهارات تمكنهم من مواجهة سوق العمل والتعامل معه.
كما أن تلك البرامج تركز على تخصص بعينه فبمجرد حديث الشخص عن كليته أو ماذا يريد أن يكون أو ما المهارات التي يجيدها، يتم توفير البرنامج المناسب له وذلك بواسطة مجموعة من الاختبارات البسيطة التي تحدد مهاراته وقدراته.
على سبيل المثال “شخص متخرج من كلية التجارة ففي الأغلب هيكون محاسب، بس هو شاطر في صنع وتحرير الفيديوهات وبيفهم كويس جدًا في السوشيال ميديا، فنبدأ نطرح أسئلة إيه الأحسن ليه؟ إيه اللي السوق محتاجه حاليًا؟ ومن هنا نحدد على أساسه الكورس المناسب”.
ما المحتوى المقدم، وهل يتم التركيز على تطوير مهارات معينة؟
لا نركز على تقديم محتوى بعينه، إنما يمكن حصره فيما يخص المحتوى سواء كان technical أوnon technical، بعيدًا تمامًا عن الكورسات الأكاديمك أو الخاصة بالجامعة؛ أي أنها كورسات عامة غير قاصرة على فئة أو تخصص معينة.
من التخصصات التي تركز عليها YQC التسويق الرقمي، الجرافيك ديزاين، المونتاج، إدارة الموارد البشرية، العلاقات العامة، المهارات الشخصية وبرامج التدريبية أخرى مختلفة: حيث يتم التركيز على المجالات الأكثر انتشارًا وطلبًا في سوق العمل.
علاوة على ذلك فالمحتوى المقدم ليس برامج أو ورش تدريبية فقط، إلا أنه يشمل معلومات عامة عن المجالات المختلفة التي تتناولها تلك الكورسات، بهدف تكوين نظرة عامة بسيطة قبل البدء.
كيف يتم تطوير هذا المحتوى؟
يتم التطوير تبعًا لعدة مراحل، بدايةً من تحديد تخصص معين مطلوب العمل عليه، “بنركز كويس جدًا على استطلاعات الرأي، لأنها مهمة في إني أقدر أحدد لو في مجموعة معينة عندها مهارات ومش عارفة توظفها، فنشوف متخرجين من كلية إيه، فبعد الخطوة دي أدور على كورس فعلا هما يستفيدوا منه”.
ثم تأتي بعد ذلك مرحلة اختيار المُحاضر الأنسب للكورس، وجمع كافة المعلومات الخاصة بالمجال الذي سيتناوله البرنامج التدريبي، فتشكل تلك المرحلة أولى خطوات نجاح التدريب، بشرط الاعتماد على مدرب متخصص وقادر على الشرح وإيصال المحتوى بشكل دقيق ومبسط.
كما يجب الإشارة إلى أن تلك الاستطلاعات تشمل تقييم المكان والمُحاضر وكذلك الكورس المقدم، فبعد الانتهاء منها يتم جمعها ومناقشتها لمعرفة نقاط الضعف ومعالجتها فيما بعد للوصول إلى التطوير المطلوب.
ماذا حققتم خلال عام ونصف؟
اعتمدنا في YQC في معظم التدربيات المقدمة أن تتم بشكل مجاني ثم بعد ذلك بأسعار رمزية، فخلال عام ونص تم إنجاز حوالي 10 ورش تدريب تدور مضمونها حول إدارة الموارد البشرية، العلاقات العامة، تنمية المهارات الشخصية، التسويق الرقمي، المونتاج، الجرافيك، تنظيم الوقت، وغيرها من الورش، متنوعة ما بين محاضرتين أو أكتر، إلى جانب التعاون مع أربع أنشطة طلابية على مستوى الجامعات المختلفة، بعد تحقيق تلك الورش نجاح مقبول لدى الجميع، اتجهنا إلى المستوى التالي وهو الإعلان عن أول كورس خاص بنا، فتم الانتهاء حاليًا من دورتي المونتاج والتسويق الإلكتروني.
إضافةً إلى تنظيم إيفينت خاص بـYQC بعنوان “Qualifying yourself”؛ حيث شكل نقلة كبيرة في مسيرتنا الخاصة، وكان ذلك بمناسبة مرور عام كامل على التأسيس، استمر الإيفينت لمدة ثلاثة أيام متضمن جلسات مجانية أونلاين، وناقش عدة موضوعات منها: العلاقات العامة، إدارة الوقت، التطوع، كتابة السيرة الذاتية.
ما الخطط القادمة لـYQC؟
تسعى YQC إلى تطبيق نظام مختلف عما هو متوفر حاليًا، “من ضمن الخطط الجاية إننا نوصل لمكانة إن الشخص يجي ويقول أنا متخرج من كلية كذا ومحتاج أطور كذا وحابب أعرف ممكن أقدر أقدم إيه لسوق العمل”
ففي حالة رغبة شخص ما لتعلم مجال معينة وإن كان على سبيل المثال الجرافيك ديزاين، فلا نكتفي فقط بتقديم البرامج الخاصة بالجرافيك بل نتطرق أيضًا إلى مجالات أخرى ترتبط بالمجال الرئيسي كالموتتاج والتسويق وتنمية المهارات الشخصية، فيجد نفسه في نهاية تلك السلسلة التدريبية على دراية كافية ومؤهل لسوق العمل.