“تعلم اللغة الإنجليزية من البداية وحتى الاحتراف من خلال مدربين أجانب، بادر بالحجز وادفع نص المبلغ”، عادًة ما تقرأ عزيزي القارئ هذه الجملة كل ساعة تقريبًا وأنت تتصفح هاتفك، وحتى إن لم تتصفح الهاتف فاقرأها حين يُرسل لك أحد المراكز هذه الرسالة على هاتفك، وكأننا محاصرون بمثل هذه الرسائل.
ولكن هل سألت ذاتك عزيزي القارئ هل هذه كافة الرسائل والعروض حقيقية بالفعل أم كله كلام فنكوش؟، أترك إجابة هذا السؤال لي، ففي هذا التقرير سوف أجاوبك على هذا السؤال وأعرض لك نماذج حية انصاعوا لمثل هذه الرسائل وصدقوها وخاضوا التجربة، والآن ستأخذك “مدونة أرزاق” في رحلة مع كورسات الفنكوش.
بدون خبرة
قال أحمد مصطفى، أحد الأشخاص الذي تم النصب عليهم في موضوع الكورسات الفيك، إنه اتنصب عليه عندما قدم على كورس برمجة أندرويد، وبعدما قام بدفع جزء من المبلغ حتى يجرب جودة وكفاءة هذا الكورس فجاءه رد من خدمة عملاء الخاصة بهذا المركز أنه لن يحصل على هذا الكورس إلا إذا قام بدفع باقِ المبلغ، وهذا الأمر أثار غضبه؛ بسبب أنه كان يريد تقييم كفاءة هذا الكورس أولًا ثم يدفع باقِ المبلغ إذا كان الكورس جيد بالنسبة له، ولكن قام أحمد بدفع باقِ المبلغ وقامت إدارة الكورس بتمضيته على ورقة كان محتواها أنه لن يتم استرداد المبلغ المدفوع تحت أي ظرف من الظروف.
وأوضح “مصطفى” أنه عندما قام بدراسة هذا الكورس فأنه وجده كورس سيء للغاية، كما أنه كان المدرب الذي يقوم بتدريبهم في الكورس لم يكن على خبرة كاملة تجعله يقوم بتدريس الكورس بكفاءة، وأنه استمر في هذا الكورس فترة على أمل أن الوضع يتحسن ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن فلم يتحسن مستوى الكورس على الإطلاق، بل كان الأمر يزداد سوءًا.
بدورها، قالت ريهام عبد الفتاح، إحدى الضحايا الذين وقعوا في فخ النصب، إنها قدمت في إحدى الشركات المُخصصة لمنح كورسات اللغة الإنجليزية وأنها قامت بدفع مبلغ مقداره 400 جنيهًا ثم بعد ذلك لم تستطيع الوصول لهم مرًة أخرى، وأنها حتى الآن غير قادرة على استرداد المبلغ وغير قادرة على التواصل معهم بشأن الكورس المقدمة عليه.
ضوضاء كثيرة
ومن جانبه قال محمود عبد الحميد، إنه دفع 500 جنيه كمقدم لكورس إنجليزي ولكنه فوجئ بأن اختبار تحديد المستوى أسئلته ليست جيدة على الإطلاق وليست أسئلة هدفها تحديد مستوى الطالب، كما أنه عند إجراء الامتحان كان هناك ضوضاء كثيرة في الغرفة وكان هناك عمال يقومون بتركيب تكييفات للمكان أثناء الاختبار في ذات الغرفة التي كانوا يجرون الاختبار بها، مما جعلهم لا ينتبهون جيدًا لإجراء الاختبار، ولكنه تجاهل هذا الموقف.
وأكد “عبد الحميد”، أنه عند إجراء اختبار المناقشة فوجئ أنهم بلغوا أن هذا الاختبار سيتم من خلال مكالمة تليفونية وذلك عكس الذي يحدث في معظم الاختبارات المشابهة لهذا ولكنه تغاضى أيضًا عن هذا الأمر وبالفعل أحد الأشخاص اتصلوا به، وقاموا بإجراء الاختبار معه ولكنه فوجئ بأن مستوى اللغة التي كان المتحدث يتحدث معه بها مستوى شخص مبتدئ وليس مدرس لغة محترف، وعندما طلب منهم استرداد أمواله وإلغاء هذا الكورس بلغوا أنه لابد أولًا من حضور أول محاضرة من الكورس وبعد ذلك إدارة الكورس توافق على إلغاء الكورس له أو لا توافق.
تحديد مستوى بالمنزل
وقالت جهاد عبد العليم، إنها كانت تقدم لأبنتها على كورس لغة ألمانية في إحدى الأكاديميات، وقام أحد العاملين بهذه الأكاديمية بإبلاغها أنه لابد أن تقوم أبنتها أولًا بإجراء اختبار تحديد المستوى ثم بعد ذلك يتم تحديد المستوى والمجموعة التي سيتم إلحاق أبنتها بها، وأن سعر هذا الاختبار هو 200 جنيه يتم خصمهم من سعر الكورس، وبالفعل قام إحدى العاملين بهذه الأكاديمية بإرسال الاختبار إلى جهاد وقامت هي بطباعته وإعطاءه لأبنتها بحل هذا الاختبار.
وأوضحت “جهاد”، أنها بعد أن قامت هنا ابنتها بإجراء وحل هذا الاختبار راسلت الأكاديمية مرة أخرى لتحديد موعد الاختبار إلا أنهم لم يهتموا بشأنها على الإطلاق، كما أنهم بعد مرور فترة من الوقت راسلوها مرة أخرى وحدد موعد معها ولكن لم يحددوا تفاصيل هذا الموعد ولم يحدده ساعة هذا الموعد، كما أنها ظلت تُراسلهم وتتواصل معهم ولكن لا حياة لمن تُنادي فلا أحد يجاوبها أو يرد عليها.
جيدة بالفعل
أما عن الكورسات الحقيقة فقالت أسماء فتحي، أنها قدمت في إحدى الأكاديميات المخصصة بتقديم الكورسات للغة الإنجليزية تُدعى ” 4LEVEL1″ وأنها أكاديمية جيدة وذات ثقة، حيث أنها قامت بدفع مبلغ 500 جنيهًا مقدمة وقامت بإجراء اختبار تحديد المستوى وكان عبارة عن حجرة هادئة مغلقة وبعدما تم تحديد مستواها قامت بتسديد باقٍ المبلغ عندما ارتاحت للمكان ثم حددت المواعيد وبدأت الكورس بالفعل، وأنه من ضماناتها أنها إذا غابت محاضرة من الكورس تستطيع تعويض هذه المحاضرة مرًة أخرى ولن تضيع عليها، وأنها تدفع ثمن الكورس بعد إجرائها اختبار تحديد المستوى وتأكيدها أنها سوف تتلقى الكورس بالفعل في هذا المكان.
ومن جانبه، قالت مريم محمد، طالبة بالفرقة الثانية بكلية الطب، إنها تقدمت لدراسة كورس الإنجليزي في إحدى الأكاديميات تُسمى “CONCEPT” وإنها تلقت خدمة جيدة في هذا المكان كما أنها تأكدت أنه مكان موثوق به عندما دفعت مبلغ التقديم وأعطوها فاتورة تُثبت أنها دفعت وأن تم تسجيلها في الكورس، كما أنها تلقت الكورس وتأكدت أنه جيد والخدمة جيدة وليس هناك أي شكل من أشكال النصب مثلما يحدث في الأماكن الأخرى الغير موثوق بها.
وقالت لمياء سامي، إنها بحثت عن كورس جيد للتسويق في إحدى مجموعات الكورسات وأنها وجدت كورس تسويق لأدهم حسام، وغامرت وقدمت فيه وبالرغم من أنها لا تأخذ موضوع ضمانات الكورس على محمل الجد أو أن هذا الموضوع لا تهتم به كثيرًا بل أن أكثر ما يهمها هو الجودة والمضمون الخاص بالكورس، وبالرغم من ذلك إلا أنها تلقت خدمة وتلقت خبرة رائعة من هذا الكورس، وخرجت منه باستفادة كبيرة للغاية، بالرغم من أنها جازفت في موضوع ضمانات هذا الكورس.
عقوبة النصب
وينص القانون المصري على عقوبة الحبس بحسب حده الأقصى العادي هو ٣ سنوات وعقوبة الشروع فيه هي الحبس مدة لا تزيد عن سنة، ويجوز تشديد العقوبة في حالة العودة طبقُا للأحكام العامة فيه بما لا يتجاوز ضعف الحد الأقصى في حالة العود البسيط ويجوز تطبيق عقوبة الجناية في حالة العود المتكرر.