في شارع المعز تجد عبق الحضارة المصرية يتجلى فى شكل قطع نحاسية مطعمة من معدن النحاس، منقوشة برسومات من العصر الفرعونى والإسلامى والقبطى، إنه فن التكفيت، والتكفيت هو فن من فنون زخرفة المعادن اليدوية حيث يتم تطعيم معدن رخيص مثل النحاس بواسطة معدن أثمن منه مثل الفضة أو الذهب، وهو ابتكار مصرى أصيل ولا يوجد أى تدخل تكنولوجى فيه فجميع مراحل تصنيع القطع النحاسية يدوية باستخدام بعض الأدوات البسيطة .
يحكي “عماد حسين ” أحد احفاد عائلة الحسين لمدونة أرزاق ” عائلة أل حسين تعمل في مهنة التكفيت منذ اكثر من 200 عام ، نعمل في فن التكفيت بجميع أنواعه الفرعوني ، الإيراني ، المملوكي والقبطي ، حيث نقوم بتجسيد كل تلك الحضارات من خلال زخرفة معدن النحاس بالفضة أو الذهب ، و لدينا العديد من المعارض والبزارات في خان الخليلي والمعز ونحن من أقدم العائلات التي وضعت بصمتها في شوارع المعز وخان الخليلي حيث قام جدي الأكبر بالمشاركة فى تكفيت المساجد الأثرية الكبرى بشارع المعز وخان الخليلى.
وتابع” عماد “: الفن الفرعوني هو أكثر أنواع التكفيت جذباً للأجانب والسواح ، أما بالنسبة للعرب ودول الخليج فالفن الإسلامي يلقي رواجاً كبيراً لديهم والفن الاسلامي من أصعب الفنون التي يمكن نقشها وزخرفتها علي القطع النحاسية.
وأسهب “حفيد الحسين” بأن حرفة التكفيت تتطلب الكثير من الجهد والوقت، حيث يقومون بسبك ونصب القطع النحاسية ثم يقومون برسم نقوش عليها، ويتطلب هذا جهداً كبيراً من أجل الحفر أو النقش على النحاس، على هيئة أشكال كثيرة مثل السيوف والقطع النحاسية وكراسى العشاء وأدوات التجميل والمكاحل .
وأوضح “عماد” أن فن التكفيت فى طريقه للانقراض وأن من يعمل فى هذه المهنة يتعد على الصوابع، وأنه سمح لنا بالتنسيق مع وزارة الآثار، بعرض منتجتنا بأحد بازارات المتحف المصرى، ونقوم بعمل ورش عمل لتدريب الشباب على هذا الفن حفاظا عليه من الانقراض.