عزة فهمي هي قصة نجاح سيدة مصرية، اخترقت مهنة كانت حكرًا على الرجال، وحفرت اسمها ضمن مصممي المجوهرات، لتصبح صاحبة أول علامة تجارية مصرية للمجوهرات، ومعترف بها دوليًا كمصممة مجوهرات رائدة في العالم العربي.
وُلدت “فهمي” في سوهاج عام ١٩٤٥، ساهمت أصول والدها السودانية ووالدتها التركية في نشأتها، رحل عنها والدها وهي في الثالثة عشرة من عمرها، مما جعلها تنشأ في أسرة مستواها المعيشي أقرب إلى الفقر.
التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور، وعملت بعد التخرج في مصلحة الاستعلامات؛ لكنها كانت تشعر بأن هذا العمل لا يناسبها، فبدأت بتصميم كتبًا للأطفال؛ لكنها لم تشعر بالرضى عنها.
بدأت رحلتها في تصميم المجوهرات عندما دخلت معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الأولى ١٩٦٩، ووقعت عينيها على كتاب ألماني في تصميم المجوهرات، وشعرت وقتها أنها ووجدت ضالتها؛ فتوجهت بعدها إلى منطقة خان الخليلي وتحديدًا ورشة الحاج رمضان؛ لتعمل فيها كأول امرأة تتدرب على تصميم المجوهرات في خان الخليلي.
وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي حصلت على منحة لدراسة المجوهرات في معهد بوليتكنيك بلندن.
تهتم عزة فهمي بالتنقل بين البلاد للبحث عن الإرث الثقافي والتاريخي الموجود فيها، وتتميز تصميماتها بالربط بين الثقافة المحلية والعالمية، والاعتماد على الخط العربي في كتابة الأمثال والأبيات الشعرية عليها.
ونجحت في تخليد التراث المصري، وتشكيل قطعًا فريدة من المجوهرات تمثله، وافتتحت مصنعها بالكامل واستوديو التصميم الخاص بها في ٢٠٠٢.
انتشرت مجوهراتها بين المشاهير حول العالم، وصممت مجوهرات العديد من الأفلام السينمائية منها فيلم “المهاجر”، وفي ٢٠٠٦ تعاونت مع جوليان ماكدونالد، مصمم الأزياء البريطاني، في أسبوع الموضة بلندن، وفي ٢٠٠٧ نشرت كتابًا حول رحلة اكتشاف المجوهرات بعنوان “مجوهرات مصر المسحورة”، وفي نفس العام أدرجتها “فايننشال تايمز” ضمن قائمة صاحبات الأعمال الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط.
في ٢٠١١ شاركت في تأسيس مشروع “نوبري” الذي يعني “تصميم” في اللغة النوبية، مع الاتحاد الأوروبي؛ لتعزيز ثقافة تصميم المجوهرات المعاصرة المحلية من خلال ورشات العمل.
وفي ٢٠١٢ عملت مع المتحف البريطاني في معرض الحج رحلة إلى قلب الإسلام، وتعاونت أيضًا مع المتحف البريطاني في معرضهم ” مصر الإيمان بعد الفراعنة”.
كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام ٢٠١٧، وبعد عام استطاعت فتح أبوابها للبيع بالتجزئة في قلب لندن، وفي ٢٠١٩ افتتحت أول بوتيك لها في الولايات المتحدة الأمريكية، وتصدرت غلاف مجلة “فوربس ميدل ايست” لشهر أغسطس ٢٠٢٠.
كتبت عزة فهمي سيرتها الذاتية في كتاب بعنوان “مذكرات عزة فهمي”، الذي يلقي الضوء على نشأتها وحياتها الشخصية، وكيف أن أصولها الصعيدية ساهمت في غرس القيم الأخلاقية في شخصيتها.
والآن تعد عزة فهمي سيدة المجوهرات الأولى، ومالكة ورئيسة مجلس إدراة شركة “عزة فهمي للمجوهرات، ونجحت في اشراك ابنتيها فاطمة وأمينة غالي في مجال تصميم وصناعة للمجوهرات.