يشكل التطور الهائل للذكاء الاصطناعي العديد من التخوفات لدى العلماء بشأن احتمالية زيادة نسبة البطالة بسببه، ولكن تشير بعض التنبؤات أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يساهم بشكل كبير في توفير فرص عمل، وتشير الدراسات التاريخية والمعاصرة أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على المهن التي تتطلب مهارات منخفضة بينما ستحدث زيادة في المنافسة على المهن غير الروتينية.
تقول نورهان أنس، خبيرة موارد بشرية، أن تطور الذكاء الاصطناعي سيفتح المجال أمام وظائف جديدة مثل البرمجة وعلوم البيانات إلى جانب تسهيل العمل في الوظائف الحالية، وسرعة إنجاز المهام.
وأشارت إلى أن الوظائف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تتطلب أن يكون شخص على علم كافٍ بالمجال الذي يعمل به بالإضافة إلى مهارات البحث العلمي والتعامل مع شبكة الإنترنت، والقابلية للتطور ومواكبة الاختراعات الحديثة.
مهن في خطر
وأضافت أنس “من وجهة نظري سيكون من الصعب على الموظفين في مصر مواكبة التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، وأبسط مثال على ذلك ما حدث في فترة انتشار فيروس كورونا، حيث وجدوا صعوبة في التأقلم على الوضع، واستخدام المنصات الإلكترونية مثل زووم وغيره”، وذلك بسبب عدم شيوع فكرة التعلم بطريقة صحيحة، أو وجود دورات تدريبية مكثفة لكيفية التعامل مع المنصات الإلكترونية، وهذا صعب في مصر خاصة وأننا نتعامل أكثر مع الإجراءات الورقية وليست الالكترونية.
وأوضحت أنها لاحظت تحسن واضح في مجال التوجه إلى الذكاء الاصطناعي، خاصة وأن هناك شركات تتبنى ثقافة تعيين موظفين أصغر سنًا، وبالتالي هم أكثر كفاءة في التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت.
وفي هذا السياق يقول بهاء سمير، حاصل على ماجستير في بحوث العمليات، أن الذكاء الاصطناعي يعمل على زيادة الإنتاجية في الزراعة والتصنيع ومع زيادة الإنتاج تفتح فرص جديدة لإدارة الإنتاج الزيادة، وبالتالي فتح مجالات جديدة للتوظيف.
وذكر أنه إذا لم نتحرك في مجال الذكاء الاصطناعي، فالدول الأخرى تتحرك، وبالتالي سنخسر فرص كثيرة إن لم نواكب العالم ونوظف الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التوسع في الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى عمالة بشرية كبيرة، وبالتالي الحاجة إلى فتح فرص عمل جديدة.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي نحتاج إلى التوسع في التخصصات الجامعية التي تؤهل الطلاب للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، فمثلًا كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي تعلم الطالب المهارات التي تمكنه من ذلك، وجامعة القاهرة في صدد إنشاء كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي إلى جانب تخصصات الذكاء الاصطناعي في الجامعات الخاصة، ومع مرور الوقت ستنتشر تلك التخصصات بشكل أوسع.
وأشار سمير إلى أن الفكرة السائدة بأن الذكاء الاصطناعي يساعد على البطالة هي فكرة خاطئة، فدولة ألمانيا على سبيل المثال من أشهر الدول في تصنيع السيارات، وعندما نتأمل شكل مصانع السيارات في ألمانيا نجد أن معظم الخطوات آلية ونادرًا ما تتدخل فيها أيدي بشرية ومع ذلك فصناعة السيارات تفتح الباب أمام وظائف أخرى كالنقل والتوزيع على مستوى العالم، وصيانة السيارات وبالتالي لم يؤثر تتطور الذكاء الاصطناعي وتتطور أجهزة التصنيع على ارتفاع نسبة البطالة.
مهندس برمجة: “وجود مصادر طاقة هو اللي هيخلق وظائف جديدة”
ويقول محمود ياسر، مهندس برمجة، أن هناك وظائف اختفت بسبب الذكاء الاصطناعي، لكن ظهرت في المقابل وظائف جديدة؛ لكن فكرة ظهور وظائف جديدة غير معتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي بقدر اعتماده على وجود مصادر طاقة جديدة “وجود مصادر طاقة هو اللي هيخلق وظائف جديدة”، الطاقة دائمًا كانت منبع الوظائف.
وأشار إلى أن الوظائف الجديدة تتطلب بالطبع استحداث تخصصات جامعية جديدة كتخصص تحليل البيانات بكافة أنواعه، فالذكاء الاصطناعي يتطلب فهم البشر للبيانات التي يتعامل معها وقدرتهم على توقعها.