شهد العالم خلال السنوات الأخيرة طفرة هائلة في تطور الذكاء الاصطناعي مما أثر على معظم نواحي الحياة، ووضع على عاتق العاملين بالوظائف التقليدية ضرورة تطوير مهاراتهم لمواكبة الاختراعات الحديثة، والحفاظ على وظيفتهم من الانقراض؛ فكم من وظائف كانت موجودة قديمًا ولكن مع التطور التكنولوجي اختفت وحل محلها برامج وتطبيقات أسهل وأسرع.
وبعد اكتساح الروبوتات حياتنا جعلنا نفكر في احتمالية انقراض بعض الوظائف مستقبليًا، فيقول أحمد بدوي، مهندس برمجيات، أنه توجد العديد من الوظائف التقليدية سيؤثر عليها الذكاء الاصطناعي، وأيضًا بعض الوظائف غير التقليدية التي لا تحتاج إلى تفكير عميق من الإنسان سيقوم بها الذكاء الاصطناعي بصورة أسرع.
مهندس برمجيات: عمال المصانع أكثر الفئات تضررًا لهذه الأسباب
فيقول أحمد بدوي، مهندس برمجيات، أنه توجد العديد من الوظائف التقليدية سيؤثر عليها الذكاء الاصطناعي، وأيضًا بعض الوظائف غير التقليدية التي لا تحتاج إلى تفكير عميق من الإنسان سيقوم بها الذكاء الاصطناعي بصورة أسرع.
أضاف أنه على الرغم من التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي من حيث تقليل الجهد والتكلفة إلا أنه يضر العاملين بالمهن التقليدية، مشيرًا إلى أنه في الفترة الأخيرة قامت بعض الشركات العالمية مثل أمازون، وفيسبوك، وتويتر، بتسريح عدد كبير من العاملين بها.
وأوضح بدوي أنه بعض الوظائف ستنقرض بشكل نهائي، ووظائف أخرى سيحدث تكامل بينها وبين الذكاء الاصطناعي، وقال:”لو متأكد إن مهنة معينة بنسبة ٩٩.٩٪ هتنقرض فالأفضل أسيبها تنقرض”، فمهنة ساعي البريد مثلًا كانت موجودة لفترة ما من الزمن، والآن طغى عليها البريد الإلكتروني خاصة مع التوجه العام إلى رقمنة الإجراءات الحكومية.
ومن جانبها قالت نادين أحمد، طالبة بحاسبات ومعلومات القاهرة، أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على الوظائف التقليدية فوظيفة الكاشير مثلًا ستكون مميكنة، وأيضًا قيادة السيارات؛ فتوجد سيارات في الخارج تسير بدون سائق، وقد يصل الأمر إلى أن يصبح “أوبر” بدون سائق، ووظيفة “الكول سنتر” فبعض الشركلت في غنى عن توظيف أشخاص فيها وجعلها عبر الذكاء الاصطناعي، ويرون أن ذلك أكثر راحة للعملاء.
وذكرت أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد العاملين في الوظائف التقليدية وحسب، بل يهدد العاملين بالتكنولوجيا فيوجد الآن برنامج يسمى “chat Gpt” يمكنه كتابة تطبيقات وبرامج كاملة وهذه وظيفة المبرمجين، بالطبع ليس كل المبرمجين؛ لأن الشركات الكبرى تحتاج إلى عقول بشرية تفكر وتتطور وليس روبوتات، فيمكن للموظفين الاستعانة بالبرامج الجديدة لتحسين جودة عملهم.
طالبة بحاسبات القاهرة: يمكننا التغلب على انقراض بعض الوظائف مستقبليًا بهذه الطرق
وأضافت أن برامج الذكاء الاصطناعي لا تقتضي بالضرورة القضاء على الوظيفة التي كان يؤديها الموظف قبل ظهور الآلة الجديدة أو البرنامج؛ فمثلًا وظيفة المترجم لا تزال موجودة على الرغم من برامج وتطبيقات الترجمة، فحدث تكامل بين المترجم وبين تلك التطبيقات لتحسين جودة العمل، وبالتالي فإن هناك وظائف ستنقرض بشكل نهائي ووظائف أخرى سيحدث تكامل بينها وبين الذكاء الاصطناعي كالمترجمين والمصممين وغيرهم.
وترى أحمد أن الذكاء الاصطناعي لا يشكل خطرًا على مجالات البرمجة والتصميم؛ لأن هذه المجالات تحتاج إلى عقول مفكرة ومبدعة وليست عقول تسير على خطوات ثابتة كعمال المصانع أو موظفي المصالح الحكومية.
وأوضحت أننا يمكننا التغلب على انقراض بعض الوظائف مستقبليًا بتطوير مهاراتنا، حتى نتأقلم على الوظائف الجديدة في حالة انقراض بعض الوظائف التقليدية، مشيرة إلى أن انقراض وظيفة معينة لا يحدث بالسرعة التي نتخيلها، والاختراعات الجديدة لا تظهر بين يوم وليلة.
أما يوسف أحمد، مهندس برمجيات، فيقول أن عمال المصانع هم أكثر فئة ستضرر من تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات؛ فالروبوت يمكنه أن يحل محل ١٠٠ عامل على خط انتاح واحد وبالتالي سيقوم المصنع بتسريح العمالة البشرية الموجودة لديه.
وأشار إلى أن الوظائف الروتينية الخالية من الإبداع تعد أيضًا من أكثر الوظائف المهددة بالانقراض؛ لأن الذكاء الاصطناعي يعتمد على تلقي مجموعة مهام معينة أُنجزت من قبل ويقوم بتقليدها.
ويرى أحمد أن الحل هو أن يقوم العاملين بالوظائف التقليدية بتطوير أنفسهم “أي حد مش بيتطور في مجاله أو بيتعلم حاجة جديدة بعد كده التكنولوجيا هتاخد مكانه”.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يشكل خطرًا كبيرًا كما يعتقد البعض؛ لأنه مع الزيادة السكانية نحتاج إلى آلات حديثة لزيادة الإنتاجية، فمثلًا خلال الثورة الصناعية ظهرت آلات كثيرة من شأنها زيادة الإنتاجية، بالطبع ستنقرض مهن معينة ولكن ستظهر مهن جديدة في مجالات مختلفة، ويجب علينا أن نتكيف مع هذا التطور.