من منا لم يسمع عن مجال صناعة المحتوى ولم يخطر على باله ولو لمرة واحدة فقط أن يستكشف المجال، حتى وإن كنت لا تمتلك مهارات الكتابة الإبداعية أو الصياغة بأنسب الطرق، لكن نظرتك تختلف عن الباقي إذ ترى أن هذا المجال يهدف إلى تقديم رسالة محددة وإن اختلفت الوسيلة المستخدمة، فيمكنك البدء الآن وتنمية مهاراتك لذا يقدم لكم معاذ يوسف، كاتب محتوى والمؤسس لشركة محتواك، خطوات بسيطة وفعالة تمهد لك الطريق.
محتوى رقمي
يعتبر مجال كتابة المحتوى بحسب مؤسسة شركة “محتواك” فرع أساسي من فروع الديجيتال ماركتنج أو التسويق الرقمي، باعتبار تحولنا إلى عصر الرقمنة فأصبح كل ما يحيط بنا ديجيتال، إذ تكمن أهميته في قدرته على توصيل ما نريده وبأشكال مختلفة، “فلو بنتكلم عن المحتوى كفكرة في العموم فهو بيشمل أي حاجة إحنا بنشوفها سواء مكتوبة أو مرئية أو مسموعة زي المقالات أو الفيديوهات أو البودكاست”، ولتصبح تلك الأنواع في شكلها النهائي كانت في البداية عبارة عن محتوى مكتوب، ومع الوقت ظهرت ضرورة وجود تخصصات في هذا المجال، لأن مجرد كلمة كتابة المحتوى دون تحديد كلمة عامة جدًا، حسب تعبيره.
وشدد “يوسف” على ضرورة اختيار تخصص يناسب مهاراتك كصانع محتوى قبل الدخول في المجال، وضرب على ذلك مثال مشيرًا إلى أن كتابة المحتوى للسوشيال ميديا باختلاف منصاتها ليست واحدة، فالكتابة على موقع فيسبوك يختلف تمامًا عن منصة اليوتيوب أو موقع لينكد إن وهكذا، منوها إلى أنه ومع التطورات المتلاحقة ظهرت مجموعة من الأشكال التي أصبحت تميز مجال صناعة المحتوى، “بقى في فكرة المقالات اللي بتنزل على المواقع والمعروفة بالمدونات والنصوص الطويلة، وفي الأسكريبت سواء لفيديو أو بودكاست، لو تعمقنا أكتر شوية هنلاقي النشرات البريدية اللي بتتبعت للناس لما بتشترك في خدمة معينة على الميل”.
لكن لا يقتصر الأمر على هذا فقط، فكثير من المواقع بحسب “خبير كتابة المحتوى” سواء كانت صحفية أو تجارية تهتم بتوفير كافة المعلومات عنها، وذلك من خلال إتاحتها على شكل خانات بعنوان “من نحن”، وكذلك ظهر ما يعرف بوصف المنتج”description product”، وتركز على الوصف بشكل مقنع يسهل من اتخاذ المستهلك قرار الشراء، إلى جانب فكرة كتابة النصوص البيعية “copy writing” وهدفها البيع وإقناع الجمهور بالشراء، ليتضح في النهاية أن المحتوى ليس مجرد تعريف بسيط يشير إلى نصوص مكتوبة إنما هو مجال يشمل تخصصات كثيرة ومتنوعة.
ابدأ رحلتك
وعن البداية الأولى يوضح “مؤسس موقع كتابة المحتوى” بأنها تبدأ من توافر موهبة الكتابة للدخول إلى مجال صناعة المحتوى، ذو الأغراض التسويقية، وبالتالي فمطلوب دراسة كافة التفاصيل المتعلقة بمجال الماركتينج، ثم بعد إتمام ذلك من الضروري كصانع محتوى التعرف على المجالات والتخصصات المتاحة، بحيث تُكون رؤية شاملة وكافية لاختيار تخصص بعينه، “مينفعش تقول في بدايتك أنا كاتب محتوى بكتب سوشيال ميديا وسكريبت ومقالات دا مش منطقي”.
تأتي بعد ذلك خطوات البحث كما يخبر “يوسف” عن أهم المهارات المطلوبة، ومنها: القدرة على جمع الأفكار بمعنى أن يكون لديك أفكار جديدة مرتبطة ومناسبة لتخصصك، المهارة الثانية هي البحث والوصول إلى معلومات سليمة فليس كل ما في ذهنك كافي عليك التقصي والاستزادة، وأخيرًا من الضروري أن تكون كتبتك خالية من الأخطاء اللغوية والإملائية رغم أن المعظم لا يهتم بذلك، ولكن من وجهة نظري تعتبر تلك المهارة مهمة جدًا وخصوصًا عند كتابة المقالات، مشيرا إلى ضرورة توافر الدراية الكافية حول كيفية التعامل مع الأدوات الخاصة بمجال كتابة المحتوى، على سبيل المثال أداة “google document” أحد أدوات”google drive” ، لأنه في حين عدم قدرتك على معرفة تلك الأدوات ستواجه مشكلة، كما أن تعلمها ليس صعبًا فهناك العديد من الفيديوهات التي توضح طرق التعامل معها.
وعن أهم الخطوات الأساسية لهذا المجال فتكمن في تكوين نماذج أعمال خاصة بك، وهنا بحسب خبير صناعة المحتوى فمن المحتمل مواجهة معضلة أن العمل يحتاج إلى خبرة، واكتساب الخبرة تحتاج إلى التدرب والحصول على عمل، فيمكنك التغلب على ذلك من خلال التطوع داخل أحد الشركات أو المؤسسات، منوها إلى أن هناك طريقة أخرى تسمى unofficial project، “زي إني أختار شركة موجودة وأعمل ليها محتوى، مثلا شركة فودافون بتعمل إعلانات في رمضان فأبدأ أكتب سكريبت لفكرة إعلان، هو مش هيروح الشركة ومش هتشوفه بس بالنسبة للمجال عندنا فهو مقبول تمامًا، وهيساعدك في تكوين بورتفوليو”.
وينتهي الخبير من أن رحلة البحث عن وظيفة، تنتهي بالاستعانة في تلك المرحلة، بمواقع متخصصة في التوظيف، من بينهم وظف أو لينكد إن، أو مواقع خاصة بالفريلانسينج ومنهم: مستقل، خمسات، up work، وكذلك هناك صفحات متخصصة في المجال كجروب عبر بالمحتوى على فيسبوك، لكن يجب أن تضع في اعتبارك أن فرص إيجاد عمل يبدأ من عندك، فإن كنت تنتظر أن تأتي فرصة أمامك دون السعي إليها هذا مستحيل، “متفضلش مستني الحاجة تجيلك لحد عندك، لأن غالبًا مبيحصلش خصوصًا في البدايات”.
6 مهارات لصانع المحتوى
وتتطرق معاذ يوسف خلال حديثه إلى المهارات الأساسية التي يجب أن يتصف بها أي كاتب محتوى، مشيرًا إلى أنه ليس ضروريًا وجود جميع هذه المهارات لديك عند البدء، لكن يمكنك تطويرها مع الوقت، المهم هو إدراك أهمية السعي لاكتسابها جميعًا.
وبحسب “يوسف” فيمكن حصر تلك المهارات في النقاط التالية؛ تشمل القدرة على الابتكار للوصول إلى أفكار جديدة ومختلفة، التخطيط الجيد للمحتوى، ضرورة البحث عن أفضل المصادر والمراجع المناسبة، الكتابة بلغة بسيطة، كذلك مراجعة المحتوى بعد ذلك لتدقيقه وتحسينه، إلى جانب الالتزام وإدارة الوقت لتسليم المطلوب في الموعد المحدد، “وزي ما قولنا في مجالات مختلفة لصناعة المحتوى، فلازم تبدأ تتقن مجال محدد منهم، لأن كل تخصص ليه طريقة كتابة بمعنى أن كتابة المقالات تختلف عن الأسكريبت”.