ما هي أهم كتب لتطوير الذات والمهارات المهنية من مصادر موثوقة؟، واحد من أبرز التساؤلات التي تشغل بال الموظفين بشكل عام، وخصوصًا المهتمين بمجال العمل الحر.
ولأن أبواب تطوير الذات عديدة ولا يمكن جمعها في مكان واحد وتصنيفها حسب الثقة والمصداقية، فإن الاعتماد على كتب معتمدة لمؤلفين يتمتعون بقدر من الشهرة من أسلم الحلول؛ للتغلب على مشكلة العرض الكبير للمحتوى، وأيضًا لقدرتهم على تقديم التنوع في طرق التطوير، وكيفية التغلب على المشكلات التي تواجه الجميع في أعمالهم، وعرض موضوعات لتطوير الروح والقلب كأساس للدفع بالعقل والذات للتعلم، وتقبل تصحيح الأخطاء، فتتعمق في محتواها مع مراعاة ملائمتها لكافة الفئات والأعمار باختلاف بيئاتهم الثقافية والتعليمية.
العادات السبع للناس الأكثر فعالية
كقارئ ومهتم بمجال العمل الحر أو التوظيف بشكل عام، لا يمكنك تجاوز مطالعة هذا الكتاب والذي يُصنف الأكثر تأثيرًا للمساعدة الذاتية، يقدم من خلاله المؤلف الأمريكي ستيفن كوفي “منذ إصداره عام 1989 “مبادئ الفعالية”، والتي تتحول بإتباعها إلى سلوك دائم يدفعك للنجاح والإنتاجية، ويؤمن بوجود سبع عادات مثالية تجعلك أكثر فعالية.
ويقسم “كوفي” كتابة إلى ثلاثة أجزاء أولها، الجزء اﻷول المتعلق بـ”ضبط النفس والاستقلالية” لتحويل الاعتماد الخارجي على الأفراد والاتكالية إلى اعتماد ذاتي، فيشمل هذا القسم المبادرة وتحديد الأهداف وتقسيمهم لأولويات والتحكم في الانفعالات لتصحيح الانحراف، وأيضًا تحمل مسئولية الأخطاء وعدم إسقاطها على الآخرين لأن الإنسان يختلف عن باقي الكائنات فلديه الوعي والقدرة على مراقبة ذاته وعزل نفسه عن الظروف المحيطة.
ويتجه “كوفي” إلى النصح بضرورة التحسن والتطور المستمر والتجديد الذاتي ولتوازن لزيادة القدرة الإنتاجية وهو ما يتعلق بجانب التأهيل المهني ﻷصحاب الوظائف من خلال المشاركة في الأنشطة الترفيهية المختارة بعناية لشحذ الذهن، ووضع برنامج متوازن للتجديد الذاتي في الجانب الجسدي، العاطفي، الروحي والعقلي، وقضاء وقت في القراءة والكتابة وتقديم خدمات للمجتمع.
كيف تنجز جميع المهام
فن الإنتاجية دون ضغوط لتحسين إنجاز المهام اليومية بطريقة تتكيف مع قدرات الشخص ومهاراته وتنمية استخدام العقل بفعالية، هكذا يرى الكاتب الأمريكي ديفيد آلان الذي يؤمن بوجود ارتباط طردي بين الإنتاجية والقدرة على الراحة والاسترخاء، لأن وظيفة العقل امتلاك الأفكار وليس الاحتفاظ بها وذلك للحفاظ على تركيز العقل في العمل.
فيؤسس آلان خطة خماسية بداخل كتابه “الذي نُشر بواسطة مكتبة جرير عام 2001″ لتتمحور حول تجميع الأفكار وتحليلها وتنظيمها ومراجعة العمل وإنهاءه، ويقدم لتحقيق تلك الخطة مجموعة استرشادات ونصائح تتمثل في البدء بتحديد المهام المراد إنجازها، وترتيب الأولويات بشكل رأسي وليس أفقي حسب أهميتها مما ييسر تحقيقها، إضافة إلى إنهاء المهام غير المكتملة وإدارة المرء لأفعاله وليس وقته فقط.
وينوه مؤلف”كيف تنجز جميع المهام” إلى تدوين المهام والتفاصيل اليومية بشكل مرن قابل للتغيير خصوصا في المواعيد وطبيعة الأشياء اللازم إنجازها في اليوم، وضرورة تنظيم مكان عمل مستقل داخل المنزل أو مكان الاقامة المستمد وعدم المشاركة فيه مع أحد.
وينصح “آلان” عند عملية العصف الذهني بعدم شغل الفرد عقله بترتيب جودة الأفكار والبحث عن الكم وليس الكيف، وعند الانتهاء من التفكير ينصح بالبدء في تنظيم الأفكار وقياس درجة تحقيقها وأهميتها.
الإنتاجية القصوى
عزز نتائجك وقلل ساعات عملك، مبدأ رسخ قواعده المؤلف روبرت سي بوزن “منذ إصداره الكتاب سنة 2014 بواسطة مكتبة جرير”، وذلك انطلاقًا من تكثيف الإنتاجية الشخصية، عبر التركيز على إنجاز المهام بدلًا من إضاعة الوقت بدون تنظيم، ولتحقيق الطفرة والإبداع لابد انتقال الشاغل من التوقيت إلى النتائج التي نحبو إليها، مع الاهتمام بالواجبات وليس أعمال لا فائدة مرجوة منها سوى ربح بسيط يشغلك عن تحسين أداءك الوظيفي.
ولروبرت بوزن منهج وقواعد منظمة لزيادة الإنتاجية تتمثل في تدوين الأهداف وتقسيمها على فترات وترتيبها حسب الأولوية مع تخصيص الوقت المناسب والكافي للإنجاز طبقًا للأهمية، ويرى أنه لارتقاء عقليتك ووظيفتك لاحظ درجة مساواة المؤسسة التي تنتمي إليها بين عدد ساعات العمل والحصول على النتائج، فنجد اهتمام كبير من معظم الشركات بالوقت الذي يقضيه الفرد في العمل بغض النظر عن تحقيقه للأهداف المطلوبة، فيما تركز شركات أخرى على النتائج الجيدة وتولي انتباهًا خاصًا بكيفية الوصول إليها.
قوة التفكير
كيف تتخلص من السلبيات وجعل العقل يفكر بشكل إيجابي للقضاء على المشكلات واتخاذ قرار سليم بناءً على خطة محكمة، هكذا يبلور الدكتور إبراهيم الفقي فكرة كتابه حول قوة التفكير “أصدره عام 2007 عن دار سما للنشر والتوزيع” وكيف يعتبر التصرفات استراتيجية عقلية، والتي هي أفكار محددة يربطها الأفراد بالزمان والمكان ويدعمها باعتقاد يؤمن به لتصبح حقائق مُثبتة.
يفتتح الكتاب موضوعاته بقوة الفكرة وكيف تؤثر على الذهن وتحفز التركيز والإحساس والسلوكيات، التي تُصنف إلى عدوانية بسبب الشعور بالخطر أو سلوكيات مطيعة تفاديًا للخوف من النتائج السلبية أو سلوك حازم لحماية المحيط الذاتي، ويناقش الفقي طبيعة تأثير الفكر على النتائج والتقدير الذاتي والثقة بالنفس والحالة الصحية.
لينتقل بعدها المؤلف لعرض التفكير السلبي ومسبباته وارتباطه بالروتين والمؤثرات الخارجية والداخلية، ثم عرض المبادئ السبعة للتفكير الإيجابي وإبراز التناقض بين نوعي التفكير مع عرض الاستراتيجيات كتغيير الماضي، تغيير التركيز، استراتيجية المثل الأعلى والشخص الآخر، النتائج الإيجابية، القيمة العليا، إعادة التعريف، استراتيجيات التجزئة والبدائل.
خواطر شاب
من منبع إيمانه بقدرات الشباب وإحساسه بخيرهم الكامن الذي نرقى بحسن استثماره، يقدم أحمد الشقيري كتابه “الصادر سنة 2006 عن مكتبة العبيكان” لينير فيه طريق القارئ ليس فقط على مستوى الفكر والعقل وتطوير الذات وإنما يولي اهتمامًا خاصًا بالقلب والروح، ولأن الشقيري يجمع بين روح الشباب وحب الدين وفهم الواقع طرح لنا بإبداع مسار للتغيير سوا للنفس أو الآخرين، ويحدد قواعد هذا التغيير على مستوى الفكر والقلب والسلوك، فالفكر هو أساس التغيير فإذا تغير الفكر تغيرت وجهة حياتك ومصيرك، فيما يشبه القلب بالوقود الذي يعطي الطاقة للحركة فبدون انفعال القلب وحماسه لشئ لن يحدث تغيير، ويعتقد أن السلوك ما هو إلا مهارات وسلوكيات يحتاج إليها الإنسان ليصل لهدفه الذي حدده العقل وحركه القلب.
تدور موضوعات الكتاب حول محاولة فهم القلب وتنقيته لبعده عن الإلهاءات الدنيوية الفارغة والاهتمام بما يعزز الروح ويرقي بالمرء، فمثلًا يطرح موضوع بعنوان “سر دوم النعمة” التي تنقسم لثلاث درجات جميعها عن الفرح إما للانتفاع منها أو كونها دليل على العناية الإلهية أو وسيلة للتقرب إلى الله وعبادته، ويطرح أيضًا خواطر للتطوير فيناقش عملية الإقلاع عن العادات الغير مُجدية والتي هي حرب تتضمن معارك نفسية وجسدية، مدعمًا هذه الموضوع بفيتامينات العقل “فاحرص على أن تراقب كل خاطرة، فالخواطر ستحدد مصيرك”، ويوضح لك المساحة الفارقة بين الفعل ورد الفعل فبيها تتحدد شخصيتك، فاستغل هذه اللحظات في التفكير واجعل قرارك مبنيًا على مبادئك، وليس على مزاجك أو شهواتك.