لا يبرر اعتماد العمل الحر على قدراتك ومهاراتك أن تجهل كيف تختار المجال المناسب لك، فقبل البدء كفريلانسر عليك معرفة ثنايا تخصصات هذا النظام وفروعه وطبيعة المهارات والخبرات التي تحتاجها للنجاح فيه، فمثلًا عليك الإجابة عن بعض الأسئلة “هل ما تريد الدخول إليه هو مجالك الأساسي أم تحدده على أساس شغفك؟”، “طبيعة المنافسة في المجال المراد العمل به وطبيعة السوق؟”، “هل تفي قدراتك بالتفوق في المجال أم تحتاج للدراسة والبحث؟”، وغيرها من الأسئلة التي تعتمد في الأصل على مبادئ راسخة يتوجب معرفتها قبل اختيار مجال العمل الحر المناسب لك
آليات اختيار مجال الفريلانسينج
أربعة معايير لاختيار مجال العمل الحر المناسب لقدرات الفرد وفقًا لرأي ولاء سَلمان، مؤسسة صفحة اتحاد الفريلانسرز، إذ تعتقد بوجود مجموعة من الأسس التي بُناءً عليها يمكن للشخص تحديد مجال العمل الملائم له، وتتمثل في:
- المواهب والمهارات التي يمتلكها أو لديه مستوى كافي من الوعي عنها، وتوافقها مع اهتماماته وشغفه والتي يمكنه باستغلالهم أن يحقق استفادة مادية ويتربح منها لتصبح مصدر دخله، ولا يُشترط أن يملك خبرات عملية خاصة بها فيكفي الاهتمام والبحث.
- المؤهلات العلمية التي يتوجب توفرها فمن يرغب الالتحاق بمجال معين، وقياس مدى مرونة هذه المؤهلات “هل أقدر أتعلمها وأخد كورسات تساعدني فيها، هل هقدر أقدم منتجات للسوق وأبيعها”.
- احتياج سوق العمل لهذه المهنة ووجود طلب كافي عليها وتلبيتها لحاجات الإنسان ومتطلباته، فالاختيار لا يقوم فقط على مدى حب الوظيفة والاهتمام بها، فلابد التأكد من وجودها الفعلي والقوي بين الوظائف التي يُتنافس عليها.
- حجم السوق والمنافسة في المجال والتي يُفضل فيهم اختيار مجال قليل المنافسة لضمان خلق تأثير وكسب عائد مادي مُقنع، ولكن يجب الانتباه إلى ارتباطها بحجم السوق “قد يكون السوق أي حجم الطلب على السلعة أو الخدمة قليلًا جدًا، وبالتالي لا يستحسن اختيار هذا المجال ذا السوق المنخفض”.
ونوهت “سَلمان” إلى أنه من المتوقع اهتمام أحد الأفراد على سبيل المثال باختراع الألعاب الإلكترونية، وقبل التفكير في خوض التجربة وممارستها كعمل مستقل، فبحسب قولها فعليه أن يستعد حال طرح تساؤلات عليه مثل “هل حصلت على كورسات برمجة أو تمتلك مؤهلات كافية عنها، هل تستطيع تسويق ألعاب تقدر وتبيعها”، وهو ما ينبه الأذهان إلى وجود قواعد رئيسية ومؤثرة في عملية اختيار مجال العمل حتى لو ينتمي للأعمال الحرة.
مفاتيح الفريلانسينج
باختلاف مجالات العمل الحر وفروعه وتشعبه في موضوعات قد تكون متقاربة أو متضادة في أغلب الأحيان، إلا أنه يعتمد بشكل عام على قواعد متماثلة في المهارات التي ينبغي للفرد التمتع بها ليصبح “فريلانسر محترف”، وهو ما أكدت عليه “ولاء سَلمان” التي ترى أنه لا يمكن تحقيق تميز بدون مهارات التقديم والتسويق التجاري والذاتي “لازم أعرف أسوق لمنتجاتي وخدماتي وقبل كل دا لنفسي”، الاحترافية في التعامل مع الأسواق وخاصةً الخارجية فيُلزم إتقان صنع ملف تعريفي وعرض لمهاراتي وخدماتي، مع القدرة على تسعير المنتجات بشكل متوازن مع الخدمة وأسعار المنافسين “مينفعش أعرض منتجاتي أو خدماتي للعميل بخمسة دولار وغيري بيقدمها بعشرين دولار، والعكس صحيح”.
وتوضح “سلمان” بأن إتقان لغات أجنبية وخصوصًا اللغة الإنجليزية من أهم المهارات الضرورية للمشتغل في العمل الحر، “على الأقل يقدر يفهم العميل وكمان يشرح خدماته، مش لازم يتكلم بطلاقة”، فتساعده اللغات أيضًا على فهم المطلوب من مهام وبالتالي يُقدم ما يحتاجه العميل مهتمًا بأقل التفاصيل، معتبره بأن مهارات التفاوض والإقناع الأبرز والأكثر اشتراكًا بين العاملين بشكل حر والتي تؤهلهم للمحافظة على العملاء ليتحولوا لدائمين ضمن الجمهور المستهدف، “الفريلانسينج مجال عمل غير ثابت ولازم أحافظ على العملاء اللي بيتعاملوا معايا، وأحرص على السمعة الجيدة التي تعتبر من أدق التفاصيل لتحقيق الرضا على المستويين، للفريلانسر والعملاء”.
واختتمت “سلمان” حديثها حول طبيعة العمل الحر الذي ينبع من داخل الفرد ومدى جدية رغبته في النجاح والعمل، وترتبط بإرادته والبيئة المحيطة ومدى كفاءته ومهنيته وإقتناعه بالمنافسة وجودة المهارات لدى الآخرين، موضحة بأت هذه العناصر ترتبط بشخصية الفرد ومستواه الفكري ودرجة مرونته للرقي بهذا المستوى، موضحة ضرورة تقبل واستيعاب الفرد لحاجته المستمرة لتطوير مهاراته، خاصة مع ظهور تقنيات جديدة في المجال من السهل نجاحها وتفوقها عليه، مستدركة بالقول “فمش صح أحافظ على نفس الطريقة في العمل، ولازم أبحث عن الطرق اللي تساعدني أكون أكثر احترافية”.