تحد جديد داخل أسوار الجامعات المصرية، كان بطله حدث تتوِّيج طلاب كلية هندسة المطرية التابعة لجامعة حلوان بالمركز الثاني في معرض القاهرة الدولي السابع للابتكارات لعام 2023 بعد منافسة أكثر من 1000 مشروع وابتكار مصري، حيث تمحورت فكرة المشروع في تحويل سيارة تعمل بمحرك احتراق داخلي إلى سيارة كهربائية صديقة للبيئة بالكامل وصالحة للاستخدام داخل المدينة، بما يواكب ذلك توجهات الدولة الداعمة لفكرة الحفاظ على البيئة.
الفكرة الابتكارية طرحت من خلال مبادرة الرئيس محمد عبد الفتاح السيسي، لإحلال وتجديد المركبات والتنقل الأخضر وتم استغلال المبادرة من قبل الطلاب القائمين على المشروع تحويل السيارات المصرية للعمل بالكهرباء لتكون صالحة للبيئة، ونفذت الفكرة في غضون شهرين بعد البدء برحلة البحث والتطوير استغرقت 6 أشهر، كان ذلك تحت رعاية جامعة حلوان برئاسة الدكتور سيد قنديل وإشراف كل من قسم هندسة السيارات والجرارات بهندسة المطرية برئاسة الدكتور سامح متولي ودكتور مصطفى محمد بقسم هندسة السيارات والجرارات، دكتور إبراهيم عز المعيد بالقسم، وإعداد وتنفيذ الطلاب (حازم خالد يعقوب، علي ماجد علي، مدحت مجدي عبد المنعم، مصطفى محمود إبراهيم ، محيي الدين سمير ).
وعن المشروع وأهميته، أوضح الدكتور محمد ربيع عميد كلية الهندسة بأن السيارة تدعم اهتمام الدولة الكبير بقطاع السيارات الكهربائية، وتهدف إلى تشجيع المناخ الاستثماري والمستثمرين للنهوض بتلك الصناعة في مصر.
وعن المشروع وفكرته، قال الطالب حازم يعقوب بأنه تلقى وزملائه العديد من المساعدات المادية والعلمية والمعنوية من الأساتذة في الجامعة، وأن أهم الأساسيات التي تم التركيز عليها تتمثل في دراسة الجدوى الاقتصادية وتحويل الفكرة بطريقة هندسية سليمة.
وعن مستقبل هذا المشروع، أوضح “يعقوب” بأنه يمثل بادرة لتوفير فرص عمل فيما بعد لكثير من المهندسين والفنيين، وأنه أيضًا يمكن أن يصبح نقلة اقتصادية كبيرة للمجتمع وبذلك سيؤثر بالإيجاب على الاقتصاد المصري بصفة عامة من خلال تصديره للخارج.
بدوره، أوضح المهندس الطالب علي ماجد بأن تحويل هذه السيارات إلى مركبات تعمل بالكهرباء؛ يجعلها تعمل بكفاءة أعلى ومن الجانب الآخر تصلح للبيئة وتساهم في الحفاظ على المناخ من التلوث الناتج عن عوادم السيارات المتعارف عليها والتي تسبب ضوضاء خاصة في المدن، وأن من ضمن أهداف تنفيذ المشروع هو الوصول للهدوء الأوروبي بالمدن الجديدة القائمة في الفترة القصيرة السابقة.
أما على المستوى التقني للمشروع وأهميته، فأوضح أنه تم تنفيذ المشروع من خلال كل ما تم دراسته من حسابات ومواد هندسية وتوظيفها على سيارة نقل قديمة من خلال إخلائها من جميع الأجزاء المتعلقة بالاحتراق الداخلي واستبداله ببطاريات كهربائية، والأخذ في الاعتبار استخدامها داخل المدينة استبدالًا للسيارات الأخرى التي تسبب الضوضاء والتلوث، مشيدا بمساعدة أساتذة الجامعة والقسم لهم في ابتكار مشروعهم وترحيبهم للفكرة ووضعهم في بداية الطريق ودعمهم ماديًا ومعنويًا للوصول لنهاية المشروع بهذا النجاح المبهر والوصول إلى حلول للحفاظ على كفاءة وأداء السيارات بعد التحويل واستخدامها بطريقة نظيفة وصالحة للبيئة، موضحا أن تكلفة تحويل السيارة كانت بجهود ذاتية، ووصلت التكلفة إلى حوالي 80 ألف جنيهًا لتوفير بطاريات ذات جودة عالية تخدم كل متطلباتهم؛ من حيث المسافة وقوة التحمل ، بالرغم من ذلك فإن هذا المشروع يُعد كمشروع مصغر لما في الحسبان في تنفيذ الخطة الكبرى في المستقبل، والهدف من ذلك الوصول إلى مرأى ومسمع المسؤولين لتحويل السيارات القديمة إلى سيارات تعمل بالكهرباء كمبدأ إعادة تدويرها وإعطائها عمرًا جديدًا وصلاحيتها للاستخدام في سوق العمل.
وذكر “ماجد” بأنهم مازالوا يسعون في المشروع لتطويره والبدء في المرحلة الثانية والهدف من ذلك هو السعي للحصول على ممولين للمشروع ومنهم الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي، ولكن مازالت تلك هي البداية وما زالوا يعملون على تطوير السيارة والتطلع للمراحل الأخرى من عملية التصنيع، كما يدعم المشروع السوق المصرية حينما تتبنى الدولة الاتجاه العالمي للتنقل الأخضر، في ظل اهتمام الدولة بمعالجة مشكلة تلوث المناخ ومواكبة حدث استضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ (COP 27).